نشرت مجلة "ناشيونال انترست" الأميركية مقالاً للكاتب مايكل روبن بعنوان "على بومبيو أن يفهم أنّ العراق ليس لبنان"، وذلك تعقيبًا على سلسلة اتصالات هاتفية قام بها وزير الخارجية الأميركي مع مسؤولين عراقيين وتهديده بإغلاق السفارة الأميركية إذا لم يتخذ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إجراءات حاسمة ضد المجموعات المدعومة من إيران مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، التي شنت هجمات صاروخية على السفارة الأميركية في بغداد.
ورأى الكاتب أنّ التهديد الأميركي سيكون بمثابة تحقيق حلم لإيران، إذ سيتيح لها الفراغ تعزيز نفوذها في بغداد، وبالنسبة لتهديدات إيران، فهي لن تتغيّر وخير دليل على ذلك إغلاق القنصلية الأميركية في البصرة، مضيفًا أنّه يتوقع نتائج كارثية بحال نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبومبيو تهديداتهما، وستكون التداعيات أصعب ممّا كانت عليه عند انسحاب الرئيس باراك أوباما عام 2011.
ولفت الكاتب إلى أنّ الإدارات الأميركية واجهت صعوبة في إحلال السلام في لبنان والسماح للدولة بفرض سلطتها على أراضيها، والآن يخطئ بومبيو إذا كان يعتقد أنّ العراق هو لبنان، فالمجموعات العراقية المدعومة من إيران قد يكون لديها مخططات بأن تصبح "حزب الله جديدًا"، بحسب ما قاله الكاتب.
وعن مجمع السفارة الأميركية في العراق، اعتبر الكاتب أنّه "سجن" أكثر من كونه سفارة، فالأسوار محصّنة والعاملون في السفارة نادرًا ما يغادرونها. ولفت الكاتب إلى أنّ ترامب قد ينتقد "الحروب التي لا نهاية لها" لكن عليه أن يفكر في الشكل الذي سيبدو عليه العالم إذا لم يكن لدى الولايات المتحدة تحالفات ولا الثقة اللازمة لبنائها.
في السياق نفسه، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ واشنطن أبلغت الحكومة العراقية وشركاءها الديبلوماسيين أنها تخطط لمغادرة موظفيها في سفارتها في بغداد، وهي خطوة كشف مسؤولون عراقيون أنها فاجأتهم.
من جهته، أمل المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية أحمد ملا طلال أن تعيد الإدارة الأميركية النظر في قرارها، وفقًا لـ"واشنطن بوست" التي كشفت أنّ بومبيو أبلغ مصطفى الكاظمي بالخطة الأميركية ليل السبت، فيما قال مسؤولان غربيان في بغداد إن البعثات الدبلوماسية لبلادهما أُبلغت بالخطة ايضًا.
توازيًا، قال ديبلوماسي مطلع على التحرك الأميركي إنّه من غير الواضح إذا كان القرار قد حظي بتوقيع البيت الأبيض فعلاً، ولفت إلى أنّه بحال قررت الإدارة الأميركية إغلاق السفارة فإنّ تنفيذ القرار يستغرق 90 يومًا، وهذه المدة هي فرصة كافية لتعيد واشنطن تقييم قرارها.
وفي السياق نفسه، قال مسؤول عراقي للصحيفة إن الحكومة الأميركية طلبت اتخاذ إجراءات أكثر فعالية ضد المجموعات المسلّحة. فيما رفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية التعليق على المحادثات التي أجراها بومبيو، لكنها أكدت الإحباط الأميركي من "إطلاق مجموعات مدعومة من طهران الصواريخ على السفارة الأميركية".
من جانبه، كشف مسؤول رفيع المستوى في مكتب الكاظمي أنّ الأخير يسعى مع الشركاء الأوروبيين لإقناع واشنطن بالتراجع عن قرارها، مشيرًا إلى وجود تداعيات سلبية له تؤثر على استقرار العراق.
وإضافةً إلى ما تقدّم، قال مسؤولون من ثلاث سفارات أوروبية في بغداد إنّهم سيبقون على بعثاتهم في السفارات، مهما كان قرار الولايات المتحدة.