Advertise here

"واشنطن بوست": مليون وفاة بسبب "كورونا"... تباعدوا وضعوا الكمامات!

29 أيلول 2020 16:34:44

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ إجمالي عدد وفيات "كورونا" حول العالم تخطّى عتبة المليون شخص، وكشفت أنّ الفيروس أودى بحياة أشخاص أكثر من الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والإنفلونزا والكوليرا خلال الأشهر العشرة الماضية، ولا يزال الفيروس يتفشى بشكل سريع حول العالم.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الفيروس تسلّل بين الناس في العالم وبثّ الرعب وشلّ إقتصادات وأنتج معدلات فقر جديدة، وهو أمر لم يشهده العالم منذ أكثر من قرن، ولهذا تركّزت الأنظار على الأضرار الناتجة عن وقف التجارة وإغلاق المدارس والتأثيرات الاجتماعية في العالم، ولم ينتبه البعض إلى التكلفة البشرية التي تسبب بها الفيروس.

وفي هذا السياق، علّق مدير مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي توم إنغليسبي بالقول: "إنّ ما يجري في العالم بسبب كورونا خطير جدًا وكان من المتوقع إصابة كثيرين ووفاة آخرين، لكن لم يكن من الضروري أن يصبح الوضع سيئًا لهذه الدرجة".

وفيما لفتت الصحيفة إلى أنّ بعض الدول مثل الصين وألمانيا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا أثبتت في تجاربها أنّه بإمكانها التقليص من الإصابات ومن حالات الوفاة وفي الوقت نفسه إعادة فتح الشركات والمدارس، أوضحت أنّ هناك عناصر عدّة للنجاح قد تفتقر إليها بعض الدول، والمتمثلة بإجراء اختبارات بشكل كبير، الحجر الصحي، مراقبة الإلتزام بالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامات، توفير معدات للوقاية الصحية، تطوير إستراتيجية واضحة والاستعداد الدائم للإقفال عند تسجيل حالات إصابة مرتفعة.

ومن أبرز العوامل التي تؤثر في الحد من زيادة الإصابات هي إتاحة الموارد والوعي والإرادة السياسية وحذر الجميع من التهديد الذي يشكّله الفيروس بالمستوى نفسه، وهي ظروف يصعب تحقيقها في الدول التي يتم تسييس المرض فيها وعندما تعمل الحكومات ببطء أو بشكل غير متسق.

وبالفعل يرى خبراء أنّ تصرّف الحكومات ومواجهتها للفيروس كان بطيئًا، فقد كان مسؤولون ينتظرون أن تصبح دولهم تحت سيطرة الفيروس كي يتحرّكوا، فيما اعتبر آخرون أنّ الفيروس هو مشكلة الصين وإيطاليا وأوروبا ونيويورك.

من جهته، رأى الرئيس السابق لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة توماس فريدن أنّه لاحظ إخفاقًا كبيرًا في تواصل الحكومات مع الناس بشأن الفيروس.  

توازيًا، تحدث خبراء عن أهمية وضع الكمامات، لكنّ التجربة أثبتت أنّها ذات فائدة كبيرة، حتى أكثر مما توقعه الخبراء، إضافةً إلى فعالية الإلتزام بالتباعد الإجتماعي للحدّ من انتشار الفيروس.

وتابعت الصحيفة أنّ المصابين يكونون أكثر عرضة لنقل العدوى عندما تظهر عليهم الأعراض في المرحلة الأولى، وليس عندما تشتدّ حالتهم المرضية بعد أيام أو أسابيع، أي بعكس النمط المعتاد للأمراض المعدية، ما يعني أنّه من المهم جدًا اتخاذ التدابير الوقائية على محمل الجدّ.