لم يقيّد الواقع اللبناني التعيس قدرات الشباب، فلطالما تميّزت المواهب الاستثنائية على مرّ السنين وبشتّى المجالات، لترفع اسم لبنان، وتعيد له بعض ما خسره.
مايا نصر، طالبة لبنانية، تأمّلت بشغف، وتميّزت بدراساتها، فسنحت لها الفرصة بالوصول إلى أبرز الجامعات العالمية، وإكمال دراسة الدكتوراة في اختصاص من الأصعب والأندر: دراسة هندسة الفضاء "Aerospace Engineering"، في الجامعة الأولى، حسب التصنيف العالمي، "MIT"، في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في سنّ لم يتعدَّ الـ23 سنة.
وفي اتصالٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية، أوضح والدها، وكيل داخلية الشوف السابق في الحزب التقدمي الاشتراكي رضوان نصر، أنّها "تعمل في بعثة الجامعة، في عمل مدمج مع الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء "NASA". فقد أطلق فريق العمل الشهر الماضي مركبةً فضائيةً إلى كوكب المريخ، فيما عملت هي شخصياً على الرجل الآلي في المركبة من أجل استكشاف الكوكب أكثر. أما اليوم، فيقوم مشروعها على مبدأ "السلام في الفضاء" في قمرٍ صناعي يشترك فيه عدد من الدول، بموافقة من الـ"ناسا" ومتابعتها".
ولا تتوقف مسيرة مايا الناصعة عند هذا الحد، حيث تتّجه إلى دراسات قانونية في محور "تحويل الفضاء إلى مساحة سلام" مع الأمم المتحدة وجامعة هارفرد، وذلك بعد الانتهاء من الدكتوراة، لتحويل الفضاء إلى مجال يُستخدم من أجل السلام.
ويهدف المشروع إلى تكريس مفاهيم السلام في استخدام الفضاء، بعيداً عن الأغراض الحربية من أجل محاولة السيطرة على الأرض.
إلّا أن في قلب والد مايا غصّة وحرقة، إذ رغم الفخر الكبير الذي يعيشه، إلّا أن بُعْدها عنه، وعدم قدرته على زيارتها حتّى من أجل المباركة لها في إنجازاتها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، هو واقعٌ صعبٌ وأليم، كما أن مستقبلها أيضا لن يكون بالقرب من أهلها، ووطنها، إذ لا أفق لها في لبنان في ظلّ غياب هذا التطوّر.
