Advertise here

وداعاً أيّها الثائر!

28 أيلول 2020 15:52:00 - آخر تحديث: 28 أيلول 2020 18:51:26

وداعاً علي الحر، أيّها الإنسان الطّيب، وداعاً أيّها الإشتراكيّ الملتزم بالمبادىء والتعاليم فكراً وممارسة، وداعاً أيّها النقابيّ المنحاز إلى صفوف العمّال والفلاحين وأصحاب الدخل المحدود، وداعاً يا أبن الجنوب البارّ، أيّها الثائر على الظلم والإستبداد والهدر والفساد، وداعاً أيّها الصادق الأمين الذي لم يتوان يوماً عن العطاء وتلبية النّداء حتّى الرمق الأخير، وداعاً يا رفيق النضال الطويل من أجل "مواطن حرّ وشعبٌ سعيد"، وداعاً يا صاحب السجلّ الأبيض والكفَّ النظيف والضمير الحي.

آمنتَ برسالة المعلّم الشهيد كمال جنبلاط وتابعتَ المسيرة التقدّمية تحتَ قيادة الرئيس وليد جنبلاط  بكلّ تفانٍ وإخلاصٍ وتضحية. عُرِفْتَ بتواضعكَ وبمحبتكَ لكل الرفاق وبإنفتاحكَ على كل القوى والأحزاب والإبتعاد عن التزمّت والتعصّب والإنزواء. كنتَ الحزبيّ المنضبط والملتزم بالتعليمات والمثابر على حضور الإجتماعات.

كنتَ الحزبيّ المؤمن بوحدة لبنان وعروبتهِ وحقّ شعبهِ في العيش بحريّة وكرامة ضمن دولة القانون والمؤسسات. الدولة التي تحترمُ الإنسان كقيمة بحد ذاتهِ...
كنت وستبقى يا رفيقي الراحل للمحبةِ عنوان وللوفاء عنوان وللتواضع عنوان وللتسامحِ عنوان...

كم هالنا الخبر المفجع حتّى نكاد حتّى الساعة لا نصدّق أنكَ رحلت ولنْ تعود!

ولا شك أنَّ رحيلكَ المفاجىء هو خسارة للحزب الذي ناضلتَ في صفوفهِ، ولجبهة التحرّر العماليّ التي كنتَ عضواً بارزاً فيها، وللشويفات البلدة التي أحببتَ ونسجتَ مع عائلاتها علاقات من المحبّة والمودّة الصادقة، ولبلدتكَ جباع في إقليم التفاح التي فيها ولدتَ وترعرعتَ ونشأتَ على حبّ الخير والعطاء.

رحمكَ الله يا رفيقي علي على قدر ما تستحق، وأسكنكَ فسيح جنانهِ، وألهمَ عائلتكَ ومحبيك ورفاق دربكَ الصبر والسلوان. والسلام لروحكَ...