لطالما اتّجهت التوقعات نحو إلغاء التعليم التقليدي، واستبداله بطرقٍ تعليمية إلكترونية متطورة توازي التطوّر في عصرنا الحالي، حيث يحلّ الكتاب الرقمي مكان الكتاب التقليدي الذي نعرفه. ولكن كان من غير المتوقّع أن نصل إلى هذه الحقبة التعليمية الجديدة بفعل الأزمات المتتالية التي أرهقت لبنان واللبنانيين، من الأزمة الاقتصادية وجائحة "كورونا"، وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت. وقد أطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال، طارق المجذوب، ورئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء بالتكليف، جورج نهرا، النسخة الإلكترونية من الكتاب المدرسي الوطني لتسهيل التعليم عن بُعد على مشارف انطلاق العام الدراسي الجديد.
وبات من المعروف أن المدارس، لا سيّما المدرسةَ الرسميّة، تنوءُ تحتَ ثقلِ الأزماتِ المتتاليةِ، وآخرُها انفجارُ المرفأْ، وأن اللبنانيين يقعون بين مطرقةِ الأقساطِ المدرسيّةِ، وسندانِ جائحةِ كورونا، حيث أصبحَ بدء العام الدراسي تحدياً كبيراً.
وعلى الرغم من عدم التأكّد من مصير العام الدراسي الجديد، وعدم أخذ قرار واضح ما إذا كان سيتمّ اعتماد التّعلّمِ المدمجِ، أو التّعلُّمِ الكاملِ عن بعد، جاء تطبيقَ Crdp-Ebooks الذي طوّرهُ المركزُ التربويْ ليلبيَ حاجاتِ المعلّمينَ والمتعلّمينْ في التّعلّمِ عن بُعدْ، فيتمكنونَ مِنْ تحميلِ النُسخةِ الرقميّةِ مِنَ الكتابِ المدرسي الوطني، وذلكَ بواسطة الاتّصالِ لمرّةٍ واحدةٍ فقط بشبكة الإنترنت.
ويغطّي هذا التطبيق مراحل التعليم العام ما قبل الجامعي، من الروضة حتّى الثّالث الثّانوي بفروعه الأربعة، وللمواد الدراسيّة كافة.
وهذا التطبيق مجاني، ومتاح للمهتمّين بالكتاب الوطني، ويمكن للمتعلّمين مع بداية العام الدراسي الحالي، وعبر الاتصال بشبكة الإنترنت لمرّة واحدة، تحميل كل كتبهم المدرسية، كلٌّ بحسب صفّه، مع رخصة استخدام طوال العام الدراسي من دون الحاجة للإتصال الدائم بالإنترنت.
وعما إذا كانت المدارس الخاصة ستعتمد على الكتب الرقمية المحدّدة من المركز التربوي للبحوث والإنماء، فقد أكّد نقيب المعلّمين في المدارس الخاصة، رودولف عبود، في حديثٍ مع جريدة الأنباء "الإلكترونية" أن الجميع لديهم إمكانية الوصول إلى الكتاب المدرسي الوطني الذي أصبح على المنصة الرقمية، وليس فقط المدارس الرسمية، أي أن المدارس التي تعتمد هذه الكتب لديها قدرة الحصول عليها، لافتاً إلى أن دور النشر المحلية من المفترض أن تؤمّن النسخ الرقمية من كتبها، والبعض قام بها فعلاً. أمّا بالنسبة إلى دور النشر الأجنبية فهي بالأصل لديها نسخاً رقمية من كتبها.
وعما إذا كان يفضّل التعليم الحضوري قال عبود: "إذا كانت الشروط الصحية والقرارات الرسمية متوفرة، فمن المؤكد أننا نفضّل العودة إلى المدارس، وأتصوّر أن العديد من الأهالي يفضّلون هذا الشيء، طبعاً إذا تأمّنت الشروط الصحّية وطبّقت السيناريوهات
وأشار إلى أن دور النقابة يكمن في منع حصول تغييرٍ بلوائح الكتب، وذلك لتسهيل عملية التبادل بين الأهل والمدارس التي اعتمدت هذه الكتب، وتوفير الكتب الرقمية للتلاميذ بشكلٍ مجاني، لافتاً إلى أنه من غير قرار رسمي لا يحق لأي مدرسة اعتماد التعليم الحضوري، وهناك نقاشٌ حول إلزامية الخضوع لقرارات الوزارة، مضيفاً، "أنا برأيي أن هذه إلزامية تطبّق على جميع القرارات التي تعجبنا، والتي لا تعجبنا. فالأمور ليست إنتقائية".
وعن موضوع تخفيض المناهج قال عبود: "المناهج خُفّضت، وصدرت على موقع المركز التربوي، وأصبحت بين أيدي الأساتذة والمدارس الخاصة والتي من المؤكّد أنها ستخفّض من المناهج، وذلك لكي لا نقع بالمشكلة التي وقعنا بها السنة الماضية، حيث وصلت مدارس إلى مرحلة مختلفة عن باقي المدارس من المفروض"، خاتماً بالقول: "على كل المدارس اعتماد المنهج بالتسلسل الزمني المحدّد من قِبل المركز التربوي".
ملاحظة: يمكن للطلاب تحميل كتبهم عبر هذا الرابط:
https://apps.apple.com/us/app/crdp-ebooks/id1532675986