Advertise here

الحكومة تحتاج الى معجزة... فما موقف باريس؟

26 أيلول 2020 09:41:28

لم تصل اللقاءات والإتصالات التي أجريت بين مصطفى أديب وكل من رئيس الجمهورية ميشال عون، والثنائي الشيعي إلى أي تفاهم على تشكيل الحكومة. لم ينجح مصطفى اديب بإقناعهم بتشكيل حكومة مهمة تضم إختصاصيين ومستقلين. أصر حزب الله على تسمية الوزراء الشيعة مع حركة أمل، ولم يقدم أي تنازل في هذا المجال. في المقابل، طالب عون أديب بأن يتواصل مع كل القوى السياسية كي يتفق معها على شكل الحكومة واختيار أسماء الوزراء لأن هذه الكتل السياسية هي التي يفترض أن تمنح الحكومة الثقة.

 

وجد أديب نفسه مطوقاً بين شروط وشروط مضادة، لم ينجح بإقناع أي طرف التراجع عن شروطه. إنما استمر الجميع على تصلبهم. ما يعني إسقاط المبادرة الفرنسية وتفريغها من مضمونها، وإسقاط أسباب التكليف التي كلف على أساسها مصطفى أديب بتشكيل حكومة مهمة. في اللقاء الذي عقد مع الخليلين ليل الجمعة، أصر اديب على موقفه، بينما تمسك الثنائي الشيعي بتسمية الوزراء السنة. أيقن أديب بعد موقف الثنائي وموقف رئيس الجمهورية، ومواقف تيار المردة والحزب الديمقراطي وحزب الطاشناق، بأن هناك جواً سياسياً قد جرى تعميمه سيؤدي إلى تعطيل أي مسعى لولادة حكومة مشابهة لطموحاته وللأسس التي تم تكليفه عليها.

 

بعد إنتهاء الإجتماع على فشل، أجرى أديب سلسلة إتصالات برؤساء الحكومة السابقين الذين أصروا على ضرورة الإعتذار، كذلك انتظر إتصالاً فرنسياً لحسم خياره، بينما باريس كان تفضل البحث عن مخرج وعدم تفويت فرصة تشكيل الحكومة لأنه سيكون من الصعب جداً الإتفاق على رئيس جديد للحكومة يتم تكليفه ويحظى بمواصفات أديب وتوافق عليه مختلف القوى السياسية. ولكن في النهاية لن تربط باريس مبادرتها بمسألة تشكيل الحكومة فقط، خاصة أن أي حكومة ستأتي في ظل هذه الظروف والتناتش ستواجه مصاعب كثيرة سياسياً، وإقتصادياً في ظل الحديث عن رفع الدعم عن السلع الأساسية. بعد انسداد الأفق لم تكن باريس في وارد بعيد عن تفهم مبدأ اعتذار أديب الذي سيلتقي عون الساعة 11 قبل ظهر السبت. ولادة الحكومة تحتاج إلى معجزة، الإتجاه هو إلى الإعتذار، إلا إذا حصل طارئ جديد وتدخل فرنسي طلب التريث مجدداً.