Advertise here

نحو مجلس أعلى للحكومات اللبنانية!

26 أيلول 2020 07:54:35

بات الفيلم مُمِلاً وتافهاً. بلدٌ مشلولٌ منذ عام، تراكمت عليه النوازل وخنقته المصائب، ما زال يدور في حلقة من يسمي الوزير، وكيف على هذا الوزير ان يوفر أقصى الخدمات لمن عيّنَه.

بعد شهر تقريباً على اطلالة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التفصيلية، لا يزال الوضع عند النقطة التي بلغتها حكومة حسان دياب. بل تراجع في عناوينه المطروحة، من نقاش شامل لحاجات البلد وضرورة قيام حكومة قادرة على تلبيتها، الى عنوان واحد: المدفع "الثنائي" الفوهة هو من يعيّن وزراءه بمن فيهم وزير المالية.

غاب البحث في برنامج الإنقاذ والإصلاح، ونسي الناس حجم الفساد وتوالي فصوله، واستسلموا لضائقة الإقتصاد وقلة الأموال والأشغال، ويئسوا من احتمال استرجاعهم مدخراتهم وتعويضاتهم المحتجزة في البنوك...

وفوق ذلك انصرفوا الى ترتيب فصول حياتهم اليومية. أذلتهم الحاجة، وها هي مخاطر الانفجار الاجتماعي سياسياً وأمنياً تُطِلُ برأسها، وهم يسألون في كل ثانية متى ستولد الحكومة الموعودة. حكومة مطالب "17 تشرين" وضحايا انفجار المرفأ ووعود ماكرون...

والجواب الوحيد الذي يصل الى مسامعهم: "الثنائي" متمسك بتعيين "وزرائه" وهذه مسألة غير قابلة للنقاش! والناس يعرفون أن "فِعلةً" من هذا النوع ستقود الى "كبائر" مماثلة. وستهجم "الثنائيات" الأخرى ومشتقاتها لتعيين أزلامها أو قادتها، بما يقود الى أحد أمرين: إما منع قيام حكومة جديدة، أو قيام "مجلس حكومات الطوائف والمذاهب اللبنانية المستقلة"، وفي الحالتين ليس في ذلك أي حل، أو محاولة، لمعالجة الخراب العظيم.

انه فيلم طويلٌ بالملل، ليس فيه من لبنانية الشعور والانتماء أي شيء، وفيه ما يكفي للتكهن بأن أصحابه لا يأخذون مصالح وطنهم بالإعتبار، لكنهم يخدمون من ينتظر هزيمة ترامب، وتعنيف ماكرون عبر "شارلي إيبدو"، أو تكليفه مهمة التفاوض لمصلحتهم مع الرئيس الأميركي بدل الإنشغال بلبنان "الممسوك"!

المصدر: نداء الوطن