"فورين بوليسي" عن رحلات الموت: قضي على الأمل في لبنان

25 أيلول 2020 13:30:19

كتبت الصحافية ربيكا كولارد في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أنّ كلّ الآمال تدمّرت في لبنان بفعل العجز الحكومي والكارثة الإقتصادية، ليصبح البلد الذي استقبل لاجئين، مُصدّرًا لمواطنيه.

وتحدّثت الكاتبة عن رحلة محمد حسني وأصدقائه الذين انطلقوا برحلة إلى قبرص في 7 أيلول، مستقلّين قاربًا متهالكًا مع عشرات الأشخاص الآخرين، وقد دفع كلّ مهاجر 5 ملايين ليرة لبنانية للمهربين، وباع بعضهم المنازل، المجوهرات والأغراض الشخصية، متطلعين إلى حياة جديدة في أوروبا، ولم يكن أحد من المغادرين يرغب بالعودة إلى لبنان.

ولفتت الكاتبة إلى أنّ حسني عانى من الأزمة الاقتصادية الصعبة، وكان يعمل بقيادة سيارة أجرة، هو وشقيقه علي، إلا أنّهما كانا يجنيا 50 ألف ليرة في اليوم، أي ما يعادل 7 دولارات تقريبًا، وهي غير كافية لتأمين معيشة إخوتهم الآخرين الذين لا يعملون، ولضمان أدوية والدتهما التي تضاعف سعرها ثلاث مرات.

وقال علي: "أملنا أن يصل شقيقنا إلى أوروبا ويجد عملاً ويرسل لنا المال لمساعدتنا، لكن ما حصل هو أنّ جثة محمد وجدت في المياه جنوب لبنان".

وتعقيبًا على قارب الموت، الذي كان يظنّ المغادرون على متنه أنّهم متجهون نحو حياة أفضل، أوضحت الكاتبة أنّ لبنان كان وجهة لأكثر من مليون لاجئ فلسطيني وسوري، أمّا الآن فأصبح مصدّرًا لمواطنيه بفعل الانهيار الاقتصادي والشلل السياسي، وبعد التفجير الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب الماضي والذي أدّى إلى إنهاء آمال اللبنانيين بمستقبل أفضل. وإذ ذكّرت الكاتبة أنّ مئات الآلاف فرّوا من الحرب الأهلية بين 1975 و1990، أشارت إلى أنّ اللبنانيين يفرّون اليوم من اليأس وانعدام الأمل.

ونقلت الكاتبة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ 18 قاربًا غادرت لبنان بين 29 آب و 14 أيلول الجاري، وهي نسبة تفوق القوارب المغادرة خلال العام الماضي بأكمله. فحتى "أفضل اللبنانيين المتعلمين والحائزين على شهادات يبحثون عن فرصة للمغادرة"، بحسب الكاتبة.

ورأت الكاتبة أنّ الهروب من لبنان هو آخر نقطة في سلسلة الكوارث التي زادت مؤخرًا في لبنان، بدءًا من الإنهيار المالي، إلى ارتفاع معدلات التضخم وعدم زيادة قيمة الرواتب، إضافةً إلى تضاعف أسعار المواد الغذائية ثلاث مرات، وتراجع الطبقة الوسطى حيث يعيش أكثر من نصف اللبنانيين الآن تحت خط الفقر.

وقد سلّط إنفجار مرفأ بيروت الضوء على إهمال وعدم كفاءة الحكومة اللبنانية التي استقالت، بحسب الكاتبة.