Advertise here

نار الطائفية تحرق الأوطان

22 أيلول 2020 22:47:49

نحن ذاهبون إلى مستقبلٍ يضعنا في ماضي الدول المجاورة، ويفتح صراعاً مدمّراً ليصبح انفجار المرفأ جزءاً من الدمار الكبير الذي ينتظرنا! 

واهمٌ من يظن أننا أصحاب السلطة. واهمٌ أيضاً من يعتقد أننا مثل الشعوب المتطورة، وأن ثوراتَنا الحضارية قد تغيّر شيئاً. 
بكل بساطة مصيرنا، وبشكلٍ يثير الريبة والتساؤل، مرتبطٌ بالانتخابات الأميركية، واتفاقيات البترول الخارجية، والنزاع الاقتصادي الصيني- الأميركي، وخطة التطبيع مع الصهاينة! مصيرنا مرتبط بالمياه الإقليمية، والموانئ والمرافق...

 موجودون، للأسف، وسط حلبةٍ يتقاتل فيها الجميع، والرابح هو آخر لاعبٍ يبقى واقفاً. خطة التقسيم بدأت بالفعل، والشعوب العربية تنفّذ بنودها بإتقانٍ وغباء! نقتل بعضنا، ونُقسّم أوطاننا، ونهوى تدمير بيوتنا من أجل بيت الطائفة الكبير، غافلين عن حقيقة أن مَن يخرج منتصراً على أهله سوف يقاتل الغرباء وحيداً! 

لا جدوى مِنَ الكلام طالما أصبح العالم يُحكَمُ بالقوة والأحجام، وفي كل يومٍ يبرز عرفٌ جديد، وقرارٌ جديد، وخبرٌ جديد.
في كل يوم أطفالٌ تغرق، ونساءٌ تُحرَق وإطلاق نار، وخبر شهيد.

الشعوب العربية اغتُصِبت جهلاً، وقُتلَت فقراً، وبعدَ موتِها أشعلوا في جسدها نيران الطائفية، وأوقدوا الكره في كيانها، ورموا في جمرها الخوف من كل شيء لتبقى النار فينا إلى الأبد، وتبقى الحرائق في نفوسِنا مشتعلةً تُدمّر ما تبقى من وطنية، وما تبقّى من الأوطان.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".