بعد يوم ومعدّل الجريمة يزداد، وخصوصاً الجرائم بحقّ المرأة في الوطن العربيّ، من اغتصابٍ إلى قتلٍ، إلى تعذيبٍ، إلى حرمانٍ من أبسط الحقوق الإنسانيّة إلى، إلى، إلى.... والقانون -إن وُجِد- فهو يحكم لصالح الجلّاد، ويتغاضى عن الأذى اللّاحق بالضحيّة.
هذا ما يُسمّى بالقانون الفاسد والذكوريّ. في فلسطين قُتلت فتاةٌ من قِبل أهلها، وفي المغرب حُرِقت فتاةٌ حدّ الموت من قِبل زوجها، وفي العراق اغتُصبت فتاةٌ قاصرةٌ أيضاً حدّ الموت، وفي كافة الأوطان العربيّة هناك جرائم شنيعة بحقّ المرأة.
أولاً: لانعدام الرادع الديني والأخلاقي، ارتفع معدل الجرائم الجنسيّة بشكلٍ هائل، وبسبب عامل التربية البيتية، وسقوط قاعدة "العيب والحرام" لانعدام الرادع الديني والأخلاقي عند الغالبية من الناس، وهذا كفيلٌ بفعل كل ما يمسّ ويسيء إلى قانون المجتمع والعرف الذي تربينا عليه. كما أن نسبة الجهل العالية تلعب دورها، وأيضاً ارتفاع نسبة تعاطي الكحول والمخدرات عند فئة الشباب أيضاً له الدور الأول فيما خصّ الموضوع، والذي أصبح يهدّد شرف وكيان المرأة أكثر من ذي قبل. وليس هناك قانونٌ يردع هذا الفعل المشين، كما أن القانون الباطل في بعض الدول هو إجبار الجلّاد على الزواج من الضحيّة! وكأنها تصارع شبح الموت يومياً وهي على قيد الحياة.
ثانياً: تدنّي المستوى الاقتصادي وقلة فرص العمل، اللّذان يساهمان في ارتفاع الاستغلال المادي من قِبل الرجل للمرأة الموظّفة، فيصطادها بلسانه المنمّق حتى تقع الفريسة في الفخ.
ثالثاً: يبقى الموضوع الأخطر المتعلّق بجرائم الشرف، والذي يفعل فعله في كثيرٍ من النساء. يقتلها الرجل تحت مسمّى جريمة شرف، أو بحجة أنه زوجها وأنها لم تكن تُطيع أوامره، وكذلك تحت مسمّى عدّة قضايا تتجرّد منها الإنسانية، بأبشع الطرق التي لم يشهدها التاريخ من قبل. وهُنا طبعاً، وبكل فخر، يصُبّ القانون حكمه الموقّر مناصراً للرجل، ويضع المرأة موضع العاهرة، وموضع الزوجة غير الصالحة، الخ...
إلى متى ستبقى العقلية الذكورية تقرّر، وتحكم، وتصدر أحكاماً جائرةً في حقوق المرأة الإنسانية!
متى ستثور النساء المستضعفات لتحصيل حقوقهنّ؟ فمن غير المقبول بأننا في القرن الحادي والعشرين، وما زال الذكر العربي ينظر للمرأة بأنها كائنٌ ضعيف، وبأنها جزءٌ ثانويٌ مهمّش في المجتمع، وبأنها عارٌ يلبس الرجل.
المرأة يا عزيزي هي من تُربي أجيالاً صالحةً ترفع المجتمع، وهي تستطيع أن تَحُلَّ مشاكل دول، بينما أنت عاجز عن حلّ مشكلة بعيداً عن العنف.
عزيزي، إن جميع الأديان السماوية قد كرّمت المرأة، ومنحتها حقوقها الإنسانيّة، وقد وصفت المرأة بأرّق الصفات التي لا يستطيع لسانك المنمّق نطقها.
لذا، ثوري عزيزتي على كلّ من يعتدي على حقوقكِ وشرفكِ وكرامتكِ، وعلى كلّ من يحاول إسكات لسانك عن قول الحقّ جهراً. ثوري بوجه هذا المجتمع الذكوري المتّسخ بالعار من رأسه لأخمص قدميه!
وأخيراً، هناك رجالٌ صالحون وصادقون يقدّسون حقوق المرأة ويناصرونها، ويشدّون على أيديها في نضالها. فكل الاحترام لذلك الرجل الذي يساند المرأة ويحترمها.