Advertise here

تفاصيل الساعات الأخيرة قبل تريّث أديب... واتصال شخصي من ماكرون

18 أيلول 2020 10:44:53

خرج رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب من اللقاء مع الخليلين، وفي نيته اعلان اعتذاره بعد لقائه رئيس الجمهورية. السبب تشبث الثنائي الشيعي بالحصول على وزارة المالية، ورفض رؤساء الحكومة السابقين، مع موقف اقليمي دولي رافض لتعديل المبادرة الفرنسية. كان قرار الرؤساء السابقين مع اديب حاسماً، كتب نص بيان الاعتذار. وهو في طريقه الى بعبدا يتلقى اديب اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصياً، يطلب منه التريث، لأن جولة اتصالات ومشاورات جديدة للبحث عن مخرج جديد يؤمن تشكيل الحكومة.

على هذا الاساس أعطى اديب لنفسه مهلة جديدة للتوافق على تشكيل الحكومة. أكد الخليلان تمسك الحزب وحركة أمل بوزارة المال وبتسمية الوزراء الشيعة. بينما رفض رؤساء الحكومة السابقون هذا الأمر. لكن الخليلين أكدا لمصطفى أديب أن هذه هي فرصته الوحيدة ليكون رئيساً للحكومة، وكي ينجح لا يمكنه أن يعارض حزب الله وتوجهاته. نصحوه بالإنتظار للإتفاق على صيغة، وعدم الإسراع بإعلان الإعتذار. كذلك نصح الخليلان مصطفى أديب بأن يعيد حساباته، ويفكر في مصلحته التي تتلاقى مع مصلحة حزب الله، اما إذا بقي مصراً على تنفيذ ما يريده رؤساء الحكومة السابقون فإنه سيخسر.

 لن يكون اديب قادراً على الخروج من عباءة رؤساء الحكومة، لكنه ايضاً لا يريد الدخول في مواجهة مع الثنائي الشيعي ورئيس الجمهورية، ما يعني ستكون الأمور بحاجة إلى مزيد من الوقت وإلى جولة مشاورات جديدة. سيتكثف فيها الدخول الفرنسي على خط متابعة التفاصيل اللبنانية ساعة بساعة والضغط في سبيل ولادة الحكومة. والسؤال من هو الطرف الذي سيتنازل؟ وهل ان هناك قدرة على مزيد من الصبر والصمود؟ 

في موازاة تعرقل تشكيل الحكومة جاءت العقوبات الاميركية على حزب الله، تتضمن اشارة جديدة إلى أن سياسيين لبنانيين استغلوا مواقعهم لتمرير صفقات الفساد لخدمة حزب الله. تلك رسالة ضد الحزب وضد المبادرة الفرنسية والتطبيع الفرنسي مع حزب الله، ورسالة إلى حلفاء الحزب ومن يريد تقديم تنازلات له بأنه سيكون مشمولاً بعقوبات جديدة ومستقبلية. لا يمكن استسهال الموقف الاميركي. لا بد من مراقبة تداعيات هذا الموقف وتأثيره على تشكيل الحكومة وفق الرؤية الفرنسية.