Advertise here

المساكنة السياسية الصعبة بعد اتفاق الدوحة... كتاب جديد للدكتور ناصر زيدان

17 أيلول 2020 13:43:13

صدر عن الدار العربية للعلوم- ناشرون في بيروت كتاب جديد للدكتور ناصر زيدان، يتضمّن توصيفاً وتأريخاً لأهم الأحداث السياسية، والأمنية، والمالية في لبنان بين شهر أيار من العام 2008 لغاية شهر أيار من العام 2019. 

يقع الكتاب في 800 صفحة، وهو متوافر في جميع المكتبات اللبنانية الرئيسية، وفي مكاتب الدار العربية للعلوم- ناشرون. وقد حالت الاضطرابات السياسية، وجائحة الكورونا، دون انعقاد الندوة التي كانت  ستناقش مضمون الكتاب، كما أن إلغاء دورة معرض بيروت العربي والدولي للكتاب حال دون إجراء حفل التوقيع.

أهمية الكتاب أنه تحدث عن المخاطر الكبيرة التي تواجه لبنان اليوم قبل حصول الانهيار، وأنّ ما حصل بعد 17 تشرين الأول 2019 حتى اليوم كان نتاج الاختلال الكبير الذي أصاب لبنان، من حيث إدارته السياسية الفاشلة، ومن جرّاء محاولات استثماره لخدمة مشاريع إقليمية وميثولوجية ثقيلة. فقد انهار لبنان تحت هذه الأحمال، وبدا الخلاص أصعب منالاً من الماضي القريب، وهو يحتاج اليوم إلى تضحياتٍ كبيرة، خصوصاً من القوى التي استهلكت مكانة البلد، واستثمرت مقدّراته خلال السنوات العشر الماضية.

المساكنة السياسية الصعبة التي عاشها لبنان بين 2008 و2019 أجَّلت الانهيار، او الانفجار. وكادت مجموعة من المحطات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي حصلت إبّان هذه المرحلة أن تودي بالبلد إلى الهلاك قبل اليوم. ولولا تدخُّل العقلاء، ومساعدة الدول الشقيقة والصديقة، لكانت الرعونة السياسية التي أدارت بها بعض القوى دفة الأمور أدّت إلى الهاوية، أو إلى الحرب الداخلية المقيتة.

ويرى الكاتب أنّ المؤشرات السلبية واسعة جداً، من جرّاء محاولة قوى الممانعة تحميل لبنان أكثر مما يستطيع أن يحمل، ومن جراء الفشل في إدارة الدولة من قِبل الذين رهنوا مواقعهم الطائفية والسياسية للوصول إلى سدَّة السلطة، وعندما وصلوا إلى الرئاسة فرَّطوا في المبادئ الأساسية التي قام عليها الوفاق اللبناني. لكن المؤشرات الإيجابية ما زالت موجودة أيضاً، وأهمّها الإرادة اللبنانية العارمة بالعيش المشترك والحياد، وبالرغبة في تطوير النظام السياسي نحو مدنيّة معاصرة، وبوجود الكفاءات الكبيرة التي يزخر بها لبنان عند المقيمين من أبنائه، وعند المغتربين منهم.

قراءة مقالات الكتاب التي تتناول أهم الأحداث سنة فسنة، تُبيّن للقارئ كيف وصل لبنان إلى هذا الدِرك من دون كبير عناء، وكما يقول المثل الشعبي:"لحاق الديك، وشوف وين بيودّيك". 

وصفحات الكتاب تُبيّن أن غالبية القوى الحيّة في الداخل والخارج كانت تُحذِّر من مخاطر السياسة المتّبعة، ولا سيّما اعتماد قاعدة التعطيل التي طالت موقع رئاسة الجمهورية لسنتين ونصف السنة، وكذلك الهيمنة على قرار الدولة في المفاصل الرئيسية لخدمة مشاريع خاصة، أو لإرضاء طموحات مذهبية وسياسية لا تتحمّلها البلاد.

تجدر الإشارة الى ان "الكتاب متوفر في المكتبات الرئيسية، وفي مكاتب الدار العربية للعلوم ناشرون، وعلى موقع "نيل وفرات" للنسخة الإلكترونية.
https://www.neelwafurat.com/