Advertise here

طريق المكلّف... ما هو المستور وما هو المغلّف؟

16 أيلول 2020 13:59:00

الوطن لا يحتاج إلى أشخاصٍ
 يتعاملون بأنانية ذكاء العقول،
 ولكن ما يحتاجه هو أشخاصٌ
 ‏يتعاملون بعقلانية المواطنية.

هل أن تطلعات وخيبات في قراءة حول تشكيل الحكومة بتأليفها وتغليفها، وهواجس القلق لدى المواطن في لبنان، هي ثقافة أم عادة؟
وماذا عن مصير التعيين الإداري للإدارة الذاتية، أي الحكومة في المداورة والأعراف، وبدء عملها في ظلّ صراع الأقطاب المحليين، وتداعياته على بدء ورشة العمل، أو أعمال الورش؟
ولكني أقول، كمواطن، بأنني لست متفائلاً أو متشائماً بالمطلق لما يجري في آلية ودهاليز التأليف.
إن "التشاؤل" هو عادي في أغلب الدول، لكن في لبنان التشاؤم يغلب فيه على "التشاؤل"...
 فالأمور ستزداد تعقيداً ما لم تكن هناك مواطنية بحرية القرار، وتكمن الصعوبة بالتصحيح.

وهل الإيجابية في شبه دعمٍ محلي ودولي طال أمده؟ أو لربما هناك تكوّنت من خلالها قناعتنا، وعبرها تبلورت؟ فالموقف العربي والأوروبي والأميركي الراهن من الملف اللبناني يوحي بمؤشرات شبه إيجابية للبداية.

فهل سيحمل مشروع الرئيس المكلّف في أجندته أي توجّه لسبر أغوار تلك القضية، وهي الثقة أو الغطاء، والبحث في صلب معالجات بحلول ناجعة وجذرية كي لا تُزال مسبباتها لدواعٍ
 قد لا نحيط بها علماً في الوقت الراهن؟

ولكن أكثر المحاذير التي تدعونا للتوجّس من نتائج ذاك الحوار، هي التجارب الحيّة التي عاشها اللبنانيون في الماضي مع الشريك في القرار،
والتي قد تنتهي بمآلات غير محمودة،

وتجبرنا اليوم على البحث عن مداخل أخرى أكثر فاعلية وحيوية تضمن نجاح أي معالجات.

فقوى السلطة والمعارضة بمختلف أطيافها السياسية، لربما لا يمكن أن تتقبل فكرة شراكة حقيقية بقرارٍ حر وجريء بأية حال.

وهي ترى في نفسها الأصل، وصاحبة الصولة والجولة واليد الطولى، التي يدين لها الفرع والجزء الذي هو في نظرها لبنان، والذي يجب 
أن يظل تابعاً يُدار وفق قوانينها.

وعلى صعيد وحدة القوى المتعدّدة، يمكن أن نلمح مظاهر هي أقرب إلى عوامل الضعف.
وكما أعطت فرنسا ما يُسمّى الاستقلال، فلربما ستعطي بمبادرتها استقراراً مالياً واقتصادياً.

فلربما، لا يعتبر البعض أن عين الصواب والواقع والمنطق أن تكون المبادرة الفرنسية هي (الأمل)، وذلك البعض لا يريد، أو لا يسمح، بالتأليف إلّا بحساباتٍ خارجية، أو بمحاصصةٍ أنانيةٍ، وحسابات ضيّقة، وتكابرٍ، أو بثلث معطّل، والاستقواء بعدة عديدة تزعزع الاستقرار، وبنثرِ هواجس طائفية لدحر الأمل بقيامة وطن قبل قيامة المواطن.

‏إن العلاج الوحيد لأي وعكة تصيب الوطن هي أن تعالَج بهدوء لا بالتخدير، والتجاهل، والتحايل.

وحقاً، فقط بعقلانية المواطنية سوف تُشفى.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".