سنبقى وطنيّون وحماة الوطن
15 أيلول 2020
14:34
Article Content
كل الذي يجري على الساحة الوطنية من هذا الانهيار الكبير على جميع الصُعُد الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والحياتية، وانهيارٍ قلّ نظيره منذ تأسيس دولة لبنان الكبير، يدفعنا إلى القول إنه على الرغم من المشاكل والحروب الداخلية، والخارجية، والطائفية والمذهبية، فإن لبنان لم يمرّ بهذه الحالة المزرية كما هو الواقع اليوم. والأسباب والنتائج معروفةٌ سلفاً بحكم هذه التركيبة العجائبية الطائفية، والمذهبية والسياسية، وهذه البدعة في تركيب هذا الدستور، والميثاق غير الموجود على مستوى العالم أجمع.
إننا اليوم نحصد هذا الزرع، ونجني ثماره. وقد كان المحصول وافراً جداً من انهيارٍ تامٍ وطني، وأخلاقي، واجتماعي، وسياسي، ومالي؛ ومن فقرٍ، وانحلالٍ فكري وعقائدي، وتعصبٍ طائفي، وصراعٍ مذهبي، وانقسامٍ عامودي حاد.
هذه هي بوادر الحرب الأهلية التي نتخوّف منها. ألا عسى أن يعي بعض من هم أصحاب هذا القرار الصعب، ويعودوا إلى رشدهم، ويضعوا مصلحة الوطن أمام مصالحهم الطائفية، والمذهبية الآنية التي لم، ولن، توصلهم إلّا إلى القدر المحتوم، لأن رحاب الوطن أشمل وأوسع من هذه المشاريع القديمة المتجدّدة، أي بدعة تحالف الأقليات، وإقامة الدول المذهبية والكونفدرالية المشبوهة، ليبقى هذا الصراع ويستمر أكثر بشاعةً وشراسةً، وتبقى الحروب والنزاعات مستمرةً لتحقيق مشاريعهم الإقليمية والدولية.
ورغم هذه الحالة والأوضاع المشؤومة سيبقى بصيص الأمل ببعض القادة، والمسؤولين، والأحزاب التي تحمل الفكر المتقدّم والنهج السليم لبناء الوطن الحقيقي، والأمل الأخير لكل الوطنيين الأحرار الموجودين على مساحة الوطن، والذين همّهم، ومشروعهم، وأهدافهم، بناء وطنٍ ننتمي إليه في الدرجة الأولى قبل الانتماء إلى الطائفة، أو المذهب، أو العشيرة، أو المنطقة.
الحزب التقدمي الاشتراكي، ووليد جنبلاط، يغرّدان خارج السرب المتقوقع خلف الطائفة والمذهب. وما المواقف السياسية، والبُعد الوطني، والسخاء المادي، والنظرة الثاقبة للأمور الوطنية والحسّاسة، إلّا الدليل القاطع على صوابية الموقف والموقع اللذين يحتلّهما هذا الرجل الذي ما زال يراهن، ويساهم، ويساعد على بناء وطن الانتماء، ويدافع عنه بكل شراسة لأنه ليس مرتهناً، لا لدولة إقليمية، أو أجنبية، ولا لمرجعيةٍ طائفية، لذلك فإن موقفه السياسي نابعٌ من إيمانه، وفكره بوطنه، مدافعاً عنه، لأنه الملاذ الأخير لكل وطنيٍ حرٍ شريف.
(*) عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي