Advertise here

إقبال ضعيف على مدارس البقاع والأولوية "للمونة والمازوت"

15 أيلول 2020 07:45:43

إذا كان البقاع الشمالي لا يزال في مأمنٍ عن إنتشار فيروس "كورونا" خِلافاً للمحافظات اللبنانية الأخرى، فالعودة إلى المدارس بعد طول انقطاع، ومع ما ترتّبه المرحلة المقبلة من عبءٍ على ذوي الطلاب في ظلّ ظروفهم الإقتصادية السيّئة، تدفع بالأهالي للترويّ في تسجيل أبنائهم حتى اليوم. فشهر أيلول في البقاع هو شهر حرف الميم (مونة، مدارس، مازوت)، حيث تتكاثر مسؤوليات الناس لجهة تأمين المونة الشتوية، والمازوت للتدفئة خلال فصل الشتاء القارس في المنطقة، والتسجيل في المدارس وتأمين الكتب والقرطاسية والقسط المدرسي. منذ الأسبوع الأخير في شهر آب، فتحت المدارس أبوابها أمام الأهالي لتسجيل أبنائهم، على أن تصدر قرارات تواكب المرحلة المقبلة، غير أنّ الإقبال على المدارس الخاصة ظلّ حتى منتصف الشهر الحالي ضعيفاً، في حين ارتفعت نسب الاقبال على مدارس بعلبك والبلدات البقاعية الرسمية، ومعظمها توقّف عن استقبال التلاميذ لعدم وجود أماكن.

"لم أستكمل دفع باقي أقساط السنة الماضية لكي أسجّل أولادي هذا العام"، بهذه الكلمات يجيب علي رعد "نداء الوطن" لدى سؤاله عن تأخّره في تسجيل أولاده الثلاثة الموزّعين على المرحلة الإبتدائية والمتوسطة، ويضيف بأنّ خطر بدء العام الدراسي لا يزال قائماً في ظلّ إرتفاع معدّل الإصابات اليومي، والمدارس هي أكبر التجمّعات التي تنقل العدوى، ومن الممكن أن يعاد إقفالها وعندها سنكون قد دفعنا الأموال للأقساط المدرسية والكتب وما شابه بلا فائدة، في حين اننا نحتاج إلى أمورٍ ضرورية أهمّ كالمونة والمازوت لكي نستطيع قضاء فصل الشتاء".

وإضافةً إلى تلك الإستحقاقات، يبرز موضوع التعليم عن بعد ليزيد من حجم المعاناة، ففي حين لا يستطيع البعض شراء "لابتوب" لأولاده، يفتقد كثيرون أيضاً للهواتف الذكية في منازلهم لتلقي الشرح التفصيلي للمواد أو متابعته "أونلاين"، اضافة الى سوء الإنترنت في المنطقة. أما حال الكهرباء فحدّث ولا حرج.

في المقابل، تقدّم المدارس الخاصة تسهيلات جمّة للأهالي، فبعد الحسومات التي أقرّتها على أقساط العام الدراسي الماضي، وبالرغم من غلاء الأسعار وإرتفاع سعر صرف الدولار، أبقت المدارس هذا العام على الأقساط كما هي، وعلى الكتب المدرسية، مع إمكانية شراء الكتب المستعملة ومبادلتها بين الأهالي، وغضّ البعض النظر عن الإلتزام بالزي المدرسي والحصول على القرطاسية من المدرسة، ليبقى أيضاً راتب المعلم في هذا القطاع كما هو، حتى بات لا يساوي 150 دولاراً "وهو غير كاف لتبديل إطارات سيارة"، وِفق أحد المعلّمين.

نائب رئيس نقابة المدارس الأكاديمية الخاصة حسين صلح قال لـ"نداء الوطن": "المهم اليوم هو تشجيع الأهالي على إعادة تسجيل أولادهم في المدارس، لأنّهم متخوّفون من عدم وجود عام دراسي وكانوا متردّدين، ولاحظنا أنّ هناك إقبالاً على التسجيل بالرغم من التخبّط في السياسة التربوية، وحتى الآن لم تُحدّد وزارة التربية المواد التي ستختصرها من البرامج التربوية وساعات التدريس، والمدارس غير قادرة على وضع برامج العام الجديد، كذلك هناك إلتزام من المدارس بالأمور الصحّية والتباعد الإجتماعي وإستيعاب الصفوف للطلاب". وأضاف: "للوضع الإقتصادي تأثير على الأهالي والمدارس معاً، فالمدارس لم تستكمل تسديد الرواتب عن العام السابق، والأهالي لم يستطيعوا تسديد الأقساط الماضية، ووزارة التربية لم تدفع المساعدة التي أقرتها لمساعدة المدارس والبالغة 350 مليار ليرة لإيفاء رواتب المعلمين، فالقانون لم يُقرّ في مجلس النواب، ما يعني أنّ الأزمة طويلة".