Advertise here

إستطلاعات الرأي ليست مثالية.. بايدن يتقدّم ولكن

11 أيلول 2020 10:03:00 - آخر تحديث: 25 أيلول 2020 09:22:29

قبل أربع سنوات، كانت مرشحة الحزب الديموقراطي، هيلاري كلينتون، متفوقة على مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، بنحو 12 نقطة في استطلاع الرأي الذي أجرته قناة ABC الأميركية قبيل الانتخابات الأميركية. لكن ترامب الذي حصل على 46.1 في المئة من أصوات الناخبين، فاز بالانتخابات في المجمع الانتخابي، رغم تفوق كلينتون في التصويت الشعبي، حيث حصلت على نسبة 48.2 في المئة.

كذلك اليوم، يتفوق مرشح الحزب الديقمراطي جو بايدن، على ترامب بفارق 12 نقطة في استطلاع الرأي الذي أجرته وكالة رويترز وشركة إيبسوس، لكن محللين يعتقدون أن الطريقة التي تجرى بها الاستطلاعات ربما ليست مثالية للتبنؤ بمصير الانتخابات.

اختلاف طبيعة التصويت

حسب تقرير لموقع "بيو" للأبحاث، يجب وضع عدة أمور في عين الاعتبار عند قراءة استطلاعات الرأي، ويأتي في مقدمتها الاختلاف الكبير بين طبيعة التصويت في الانتخابات الأميركية وطبيعة استطلاعات الرأي. تجرى استطلاعات الرأي الوطنية الخاصة بالانتخابات بنفس طريقة الانتخابات التقليدية الشعبية من خلال التصويت المباشر، والتي لا تقرر وحدها فوز المرشح في انتخابات الولايات المتحدة، فالمجمع الانتخابي هو الذي يحدد المرشح الفائز.

ويمثل كل ولاية أميركية عدد من المندوبين في المجمع الانتخابي، وعندما يحصل أي مرشح على غالبية أصوات الولاية يحصل تلقائيا على عدد المندوبين الخاص بها، وهو ما يجعل الفوز بولايات معينة أهم من غيرها.

كما يشير مركز "بيو"، إلى إن الانتخابات في عام 2016 و2000 أثبتت أن استطلاعات الرأي ناجحة في قياس مرشح الأميركيين المفضل في التصويت الشعبي، لكنها تفشل في تحديد المرشح الناجح وفقا لقواعد المجمع الانتخابي.

وتجدر الإشارة إلى حاجة مرشحو الرئاسة إلى الفوز بغالبية أصوات أعضاء المجمع الانتخابي، وعددهم 535، لضمان الوصول إلى البيت الأبيض. فالانتخابات الأميركية ليست انتخابات مباشرة، إذ لا يتم جمع أصوات الناخبين  لتحديد من يفوز بالرئاسة، بل تعتمد البلاد نظاما غير مباشر يختار بموجبه الأميركيون أعضاء المجمع الانتخابي المخصصين لكل ولاية على حدة.

وتعتبر انتخابات 2016، التي فاز فيها ترامب هي الانتخابات الأميركية الخامسة التي يفوز فيها رئيس أميركي بفضل أصوات المجمع الانتخابي رغم خسارته للتصويت الشعبي.

"عزوف الناخبين"

كما لفت تقرير بيو إلى أن "أحد أسباب اختلاف نتيجة الاستطلاع عن نتيجة الانتخابات الرئاسية، هو أنه عندما تشير الاستطلاعات إلى فوز شخص معين، يعزف بعض الناس عن التصويت ظنا منهم أن مرشحهم قد ضمن الفوز"، مشيرا إلى أن الأمر قد حدث في انتخابات 2016 بين ترامب وكلينتون، حيث اعتقد كثيرون أن السباق الرئاسي قد حسم قبل أن يبدأ بعد فوز كلينتون في استطلاعات الرأي.

صعوبة التوقع

هناك عدة أسباب أخرى تجعل من الصعب قياس هامش التصويت النهائي على وجه الدقة، وذلك لصعوبة معرفة هل المشاركين في الاستطلاع سيذهبون للاقتراع بالفعل أم لا.

ولفت تقرير بيو إلى أن هذا العام، سيكون هناك نسبة من عدم اليقين أكبر في تقديرات الاستطلاعات وذلك بسبب العوائق المرتبطة بالوباء أمام التصويت، ومن بينها أن عددا أكبر من الناخبين سيدلون بأصواتهم من خلال البريد.

من جهتها، تقول الأطراف، التي تؤيد فكرة السماح للناخبين في عموم البلاد بالتصويت عبر البريد، "إن الهدف هو الحد من أخطار تفشي فيروس كورونا المستجد، في بلد هي الأكثر تضررا منه"، بينما يقول المعارضون أنه "قد يسمح بوجود عمليات تزوير".

والتصويت عبر البريد معمول به منذ أمد طويل، لكن الجدل ثار حوله بشدة هذه المرة، نظرا لتوسيع نطاق استخدامه، والتوقعات بوصول عدد المقترعين من خلاله إلى رقم قياسي.