Advertise here

السياحة الشتويّة "تبيّضُها" في لبنان!

22 شباط 2019 11:41:18

هو موسمٌ سياحيٌّ أبيض بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ وأبعاد. الثلوج التي استوطنت جبالَ لبنان فارضةً "شتويّةً" قاسية بإجماع اللبنانيين من حيث نسبة البرودة كما من حيث معدّلات الأمطار، أغدقت على بلاد الأرز بثلوج تاقت إليها الجبال بعدما حُرمت من وفرتها طوال الأعوام الثلاثة الفائتة.

تبدّلت المشهدية هذا العام وعادت الغبطة إلى قلوب أصحاب المنتجعات السياحية الشتوية وحلبات التزلُّج بعدما أمّها روّادُها بشكل "جنونيّ". المشهدية تتكرّر كلّ نهاية أسبوع: زحمة سير في اتجاه أعالي كسروان والشمال؛ طفرة متزلجين على الحلبات؛ إشغالٌ فندقي مرتفع يكاد يلامس الإشغال التام في المرتفعات؛ حركة مبيع ناشطة في الأرياف والقرى المحاذية لحلبات التزلّج؛ وعودةُ سياحّ ملحوظة إلى قمم لبنان. هذه المشهديّة التي بدأت بشائرها تتكرس منذ مطالع شهر كانون الثاني، تستمرّ اليوم وتتعزّز لا سيما مع رفع الحظر على سفر السياح السعوديين إلى لبنان أخيرًا، وهو ما بدأ يتظهّر على أرض الواقع وفق ما يؤكد صاحب إحدى حلبات التزلج لـ "الأنباء"، مشيرًا إلى أنّ "النسبة الأكبر من السياح تشمل وافدين من مصر والعراق وأخيرًا دول الخليج".

وفيما يبدو مسار شتاء 2019 مطمئنًا بالنسبة إلى أصحاب المصالح في المرتفعات خصوصًا أن كلّ المؤشرات تقول إن الأمطار والثلوج مستمرة حتى شهر آذار وسط صقيع حاد، يسجّل بعض اللبنانيين شكواهم من ارتفاع الأسعار في الحلبات، بحيث يحتاج ربّ الأسرة المتوسّطة إلى راتبه كاملًا ليتمكّن من قضاء يومين مع أسرته في أحد المنتجعات السياحية في المواقع المثلجة.

إلى ذلك، يشير المنغمسون في القطاع إلى أنّ ما أغدقته علينا الطبيعة من ثلوج حتى اليوم كافٍ لضمان موسم تزلّج طويل خلافًا للأعوام القليلة الفائتة، ولو كرمت علينا الطبيعة بالمزيد فسيكون لخير السياحة الشتوية ولإطالة عمرها.

إذًا، تنشط السياحة الشتوية هذا العام في لبنان بعدما "بيّضتها" ثلوج الكانونَين وشباط، وهو ما يتمنى اللبنانيون أن ينسحب على مستوى السياحة الصيفيّة بحيث يعجّ لبنان بسيّاحه كما كان منذ أعوام خلت، ما يساهم في تنشيط الاقتصاد الذي يسلك درب التعافي البطيء في أعقاب تشكيل الحكومة.