انخرط الفلسطينيون في معاهدة السلام، وعقدوا اتفاق أوسلو بانتظار سياسةٍ دوليةٍ حازمة بوجه حكومة العدو المتغطرس، الغاصب لأرض فلسطين. انخرطوا بانتظار أن تبدأ ورشة تحصين مناطقهم، ومدّها بما تحتاجه من البُنى التحتية، والفوقية، وبناء منازل للفلسطينيين، لا من أجل انتهاك حرمات أشباه المنازل تلك وهدمها فوق رؤوس قاطنيها كما حصل، وكل ذلك كي يحيا هذا الشعب الفلسطيني المعذّب في بحبوحة يستحقها أسوةً بما يحصل في الجهة المقابلة، وما يتم بناؤه من مستوطنات لليهود داخل الأراضي المحتلة، وما يتدفّق لأجلهم من أموال.
لقد تقاعست دول العالم قاطبةً، بما فيها تلك التي رعت تلك الاتفاقات، وتخلّفت عن وعودها، بل كذبت على الشعب الفلسطيني، وعلى قيادته الوطنية، ولم تقدّم للفلسطينيين أي شيء بل "سَخَت" بهم أضحيةً تروي أرض فلسطين. وتخاذل العرب أيضاً، عن تقديم أي مساعدة ولو بالحد الأدنى والتي تساعد الفلسطينيين على الصمود. وبدل أن تحظى الدولة الموعودة، في الضفة كما في القطاع، بشيء من الحريّة، لقد تم إحكام الخناق عليها، والإطباق على كل المبادرات، جماعية كانت أم فردية، وانتُهكت كل حقوق هذا الشعب المسكين، دون اكتراث للمواثيق الدولية.
وأخيراً التقى الفلسطينيون في اجتماع الأمناء العامين بين بيروت ورام لله في 3 أيلول 2020، توحِّدهم الدعوة لإعلان الانسحاب من اتفاقات السلام التي تنصّل منها الغير قبلهم. فأي سلام تنشدون في الشرق الأوسط بعد انهيار كل الاتّفاقات؟! أي سلامٍ تنشدون بعد تهويد القدس، وفي ظل استمرار الوعود بضمّ المزيد من الأراضي؟!
قبل حفظ كرامة فلسطين، أرضاً وشعباً، وقبل الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة فعلياً، وقابلة للحياة عاصمتها القدس الشريف، لا إمكانية سلام، ولا من يحزنون.