Advertise here

اليكم القصة الكاملة لتكليف مصطفى أديب... من باريس الى بيروت

31 آب 2020 09:00:00 - آخر تحديث: 31 آب 2020 09:50:46

نجحت باريس في تمرير الإتفاق على شخصية لتكليفها برئاسة الحكومة. إنها المرّة الأولى التي يبقى فيها الإسم طي الكتمان طول هذا الوقت، ويشكل مثل هذه المفاجأة. حيث ينقضي يوم الاثنين على تكليف مصطفى أديب سفير لبنان في ألمانيا بتشكيل الحكومة وسيشارك في استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كانت باريس على الخط بشكل دائم في سبيل التوافق على إسم لرئاسة الحكومة. مساء الجمعة أبلغ ماكرون رئيس الجمهورية باسم أديب. يوم السبت أجريت إتصالات فرنسية ببعض المسؤولين اللبنانيين للتشاور حول الإسم. يوم الاحد تجددت الإتصالات وكان القرار حاسماً بتسمية مصطفى أديب.

اجتمع رؤساء الحكومة السابقين وأعلنوا عن موقفهم بالتصويت لأديب، وبذلك لم يخسر الجميع بهذه التسمية. ستؤسس هذه الخطوة إلى مرحلة فرنسية جديدة في لبنان. حتى الآن لم يصدر موقف عربي أو أميركي واضح تعليقاً على الخطوة. الأرجح أن ينتظر الجميع ليعرفوا شكل الحكومة أو الصيغ التي سيبحثها أديب لتشكيل حكومته، وبعدها يمكن أن تتحدد المواقف، تماماً كما حصل عندما تمت تسمية حسان دياب لتشكيل حكومته، وكانت النتيجة كارثية.

لكن هذه المرة يبدو الإهتمام الفرنسي واضحاً إلى أبعد الحدود، خاصة أن ماكرون كان يتواصل بشكل يومي مع المسؤولين ليحقق إنجازاً وهو تزامن زيارته إلى لبنان مع تكليف شخصية برئاسة الحكومة. سيأتي ماكرون ويتوج زيارته ببرنامج فرنسي يفترض أن يعلن عنه. وبحسب ما تؤكد المعلومات فإن ماكرون سيطرح إلى جانب ملف الإصلاحات الذي يجب أن يكون أولوية، ملفات إستراتيجية أخرى حول التعاون مع لبنان، بعد نجاح فرنسا في تمرير التمديد لقوات اليونيفيل في مجلس الأمن الدولي.

يأتي الرئيس الفرنسي بعد إطلاقه موقفين أساسيين، الاول الخوف على لبنان من حرب أهلية والثاني، مواجهة مشروع وجه لبنان حضارياً ومواجهة مشروع تركيا فيه. هنا تتضح الرؤية الفرنسية حول المنطقة ككل وتحديداً في البحر الأبيض المتوسط حيث يتصاعد منسوب التوتر بين باريس وأنقرة، ولا تريد فرنسا السماح لتركيا بالتمتع بأي مقمومات نفوذ في لبنان. هذا الامر سيعلن عنه ماكرون بشكل مختلف من خلال التشديد على ضرورة تعزيز العلاقة مع الجيش اللبناني، وعقد إتفاقيات أمنية وعسكرية مشتركة خصوصاً في البحر الأبيض المتوسط، بحيث يكون الدور الفرنسي في لبنان لا يتقصر على المجال الإقتصادي أو المجال السياسي بعد تكليف رئيس لتشكيل الحكومة، بل يكون ذات مدى أبعد واعمق، ويرتبط بمتغيرات كبيرة تحدث عنها ماكرون سابقاً حول عقد ميثاق لبناني جديد.