فيما بدأت عجلة الإتصالات السياسية تتحرك يوم أمس، كان التوتر الأمني يحطّ في منطقة خلدة. إما لتعكير مسار التحركات وتعطيلها، وإما لدفعها باتجاه معين يصبّ في خانة التعاطي مع التوتر الامني والخوف مما هو مقبل وبالتالي الذهاب إلى حكومة وحدة وطنية تجتمع فيها كل الاطراف، للجم أي تدهور قد يطرأ في أي منطقة لبنانية. لكن الأكيد ان المشهد الذي قدّم في خلدة بالأمس، لن يكون عاملاً تأسيسياً لما هو إيجابي. سيعطي نظرة سلبية إلى الخارج، ويزرع في نفوس اللبنانيين مزيداً من اللاثقة، كما أنه في مثل هذه الأحداث يمكن أن تندلع إشتباكات وحروب أهلية لبنان حتماً بغنى عنها.
فوق ركام الإنهيار الإقتصادي والمالي والسياسي، بدأ لبنان يعاني من إنهيار امني وهذا سيكون درة تاج المخاطر وطريق النهاية. نهاية حذّر منها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي وضع المسؤولين اللبنانيين أمام مسؤولياتهم ودعاهم إلى تحملها. ربما صرخة لودريان بأن يرأف المسؤولون ببلدهم حتى يتعاطف معهم العالم ويقدم لهم المساعدات، هي التي حركّت الإتصالات السياسية بحثاً عن مخرج.
ولذلك سجّلت بالأمس إتصالات عدة على خط تشكيل الحكومة، وسط إصرار من بعض الأفرقاء على إجراء الإستشارات النيابية قبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الإثنين، وهذا ما سيحصل، على أن يلتقي بالرئيس المكلف تشكيل الحكومة. وتقوم الفكرة على فصل عملية التكليف عن التأليف، من خلال العودة إلى روح الدستور وصلب صلاحيات رئيس الحكومة الذي تقع على عاتقه عملية اختيار الوزراء وشكل الحكومة ويضع لها برنامجها.
وتشير المعلومات إلى أن اتصالات فرنسية حصلت مع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري لدفعهم إلى تحديد موعد للإستشارات النيابية وتكليف رئيس للحكومة قبل زيارة ماكرون وتشير المعلومات إلى أن المشاورات تدور حالياً حول البحث عن شخصية يتم التوافق عليها لتشكيل الحكومة. ورشحت معلومات عن أن سعد الحريري أبدى إستعداداً لترشيح إحدى الشخصيات لتولي رئاسة الحكومة وسيكون داعماً لها. لكن الحريري لم يؤكد هذا الموقف بعد.
وبعد كل هذا الحراك السياسي والاتصالات فإن موعد الإستشارات النيابية سيكون يوم الإثنين المقبل، كما أعلنت دوائر القصر الجمهوري. وبحسب المعطيات فإن الحريري يطرح خيارات عدة قد يلجأ إلى اختيارها لرئاسة الحكومة. كالنائب سمير الجسر من طرابلس، أو الوزيرة السابقة ريا الحسن أيضاً من طرابلس. كما ان الحريري يفكر أيضاً بدعم ترشيح الرئيس السابق للحكومة تمام سلام من بيروت، والوزير السابق حسن منيمنة أيضاً من بيروت.