Advertise here

جائزة عالمية لمحمية أرز الشوف... وهاني لـ"الأنباء": تحوَّلت نموذجاً والفضل لجنبلاط

28 آب 2020 10:20:00 - آخر تحديث: 28 آب 2020 10:33:41

على الرغم من كل الصعوبات التي يعاني منها لبنان، وعلى الرغم من كل ما يقوم به البعض من عمليات تخريبٍ وتشويهٍ وإستغلال لثروته الطبيعية، لا يزال لبنان يحافظ على بعض من بيئته بمكانة عالمية، اذ لطالما عُرفت محمية أرز الشوف بجمالها وطبيعتها الخلابة التي يقصدها القريب والبعيد، حيث لم يقتصر هذا التميز على طبيعة المحمية فقط، بل على النشاط الإداري المميز الذي ساهم بنيل مدير المحمية نزار يوسف هاني جائزة "كينتون آر ميلر" المرموقة.

وعن هذه الجائزة، أوضح هاني في حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن "كنتون آر ميلر جائزة تُمنح لشخص أو شخصين كل عام من الذين قدموا نوعاً من الإبتكار في إدارة المحميات بما يخدم الشبكة العالمية للمحميات، وتقدم الجائزة عائلة كينتون ميلير، الذي كان شخصا معروفا بإدارة المحميات وباحثًا في مجال حماية المحميات وتطويرها وشَغل منصب المدير العالمي للإتحاد الدولي لحماية الطبيعة".

وأضاف هاني" "تتشارك العائلة مع الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة ومع اللجنة العالمية لإدارة المحميات WCPA على تقديم هذه الجائزة، حيث يتم القيام بتسمية وإنتقاء من قبل خبراء معروفين عالمياً بإدارة المحميات لأشخاص ومحميات، ويجري التأكد من كل المعايير التي يتم العمل عليها المرتبطة بالإبتكار وبمساعدة وخدمة وتطوير الشبكة العالمية".

وقال هاني: "هذا العام تم إختيار محمية أرز الشوف بناءً على العمل الذي قمنا به في السنوات الماضية بمجال إعادة تأهيل النظم الإيكولوجية ضمن البرنامج العالمي الشهير المعروف بإسم (Forest and Landscape restoration)، الذي هو بإختصار النظر الى المشهد الطبيعي بشكل متكامل كغابة الأرز، غابة الصنوبر والسنديان، الأرض الزراعية، البلدة التي نقيم فيها، ومصادر المياه الموجودة، وكل مكونات هذا النظام الإيكولوجي، والعمل على تفاعل هذه العناصر مع بعضها البعض بشكل إيجابي لحماية الطبيعة ولحماية الأنواع وأيضاً لخدمة الناس الموجودين حول هذه المحميات، وهذا هو النموذج الموجود في محمية أرز الشوف، فلدينا النظام الإيكولوجي مصان، الزراعة تستفيد من وجود هذا النظام الإيكولوجي، ومساحة المحمية أيضاً كانت عاملاً مساعداً، بالإضافة الى الأراضي الزراعية التي تطورت حولها ضمن برنامج الزراعة المستدامة"، مضيفا "كما خلقت هذه الغابات فرص عمل للأشخاص حول المحمية في مجالات السياحة البيئية من بيوت ضيافة، دروب للتجول، طاولات ضيافة وغيرها من فرص العمل المرتبطة بقطاع الإنتاج الزراعي وكل المجالات التي تعمل عليها المحمية بالإضافة الى التسويق الزراعي من خلال أسواق المزارعين".

وأكد هاني أن "حماية الأنواع وحماية الطبيعة هدفها الأول والأخير حماية الإنسان ومصدر العيش والهواء والمياه النظيفة والمشهد الطبيعي الذي يمنح السلام والراحة". وتابع: "الفضل الأول والأخير يعود الى مؤسس هذه المحمية وراعيها لكل هذه السنوات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط"، مشيراً الى أن "فريق العمل أصبح مؤلفاً من حوالي 60 شخص يقومون بمجهود من أجل أن تكون هذه المحمية مدارة بهذه المعايير الكبيرة بالشراكة مع الأهالي في البلدات والبلديات والمؤسسات والناشطين". 

وعن الخطط المستقبلية، أكد هاني الإستمرار بالعمل الذي يقومون به على النهج نفسه والسعي الدائم الى التطور والتوسع، وأضاف: "قمنا بزراعة 200 ألف شجرة في السنوات الخمس الأخيرة، وقمنا بتأهيل 150 هكتار، واستحدثنا حماية من الحرائق لـ253 هكتار، وهذا العمل مستمر ليشمل مناطق وعدد مستفيدين ومساحات أكثر، هذه هي الخطوات المقبلة والتي أصبح بإمكاننا القيام بها في وقت أقل لأن الخبرة والإمكانيات والتقنيات أصبحت موجودة".