Advertise here

مصادر ديبلوماسية لـ "الأنباء": هذا هو الدور الروسي في ملف النازحين!

20 شباط 2019 06:25:00 - آخر تحديث: 21 شباط 2019 23:22:24

تبدو العلاقات اللبنانية- الروسية متقدمة في هذه المرحلة على صعد عديدة، وهي تنطوي على أهمية إضافية على ضوء إستعادة موسكو لموقعها المؤثر في الشرق الأوسط بعد سنوات من التراجع عقب إنهيار الإتحاد السوفياتي.

والعلاقات بين البلدين قديمة ومتجذرة وتعود على الصعيد الشعبي إلى القرن الثامن عشر حين كانت العديد من البعثات الروسية أيام الحكم القيصري يأتون لبناء الكنائس والمدارس في العديد من المناطق اللبنانية. 

أما على الصعيد الرسمي، فالعلاقات تعود إلى آب من العام 1944 تاريخ إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والاتحاد السوفياتي، علماً أن أول ممثل دبلوماسي للبنان في موسكو في تلك الفترة  كان الشيخ خليل تقي الدين، وكان لبنان حينها من أوائل الدول التي اعترفت بروسيا الاتحادية وريثاً للاتحاد، ومنذ ذلك الحين العلاقات تتقدم باستمرار. ويشغل منصب سفير لبنان في موسكو السفير شوقي بو نصار.

"الأنباء" سألت مصادر ديبلوماسية عن الآفاق المستقبلية لهذه العلاقة لا سيما مع سعي موسكو لإشراك لبنان في مبادرتها لاعادة النازحين السوريين، حيث تلعب روسيا دوراً مهماً في حل مسألة النزوح في إطار دورها الأكبر في أزمات الشرق الأوسط لا سيما الحرب السورية، من خلال تواجدها العسكري على الأراضي السورية ومن خلال الدفع باتجاه حل سياسي انطلاقاً من "منصة آستانا" التي تجمعها مع إيران وتركيا، وأيضا إستناداً لقرارات مجلس الأمن لا سيما القرار 2254 ومؤتمر سوتشي الذي انعقد أواخر كانون الثاني 2018 وقد سمي مؤتمر الحوار الوطني السوري.

 وتعتبر المصادر أن المسألتين الأبرز التي يجب يجب حلهما في الأزمة السورية بالإضافة لوقف الأعمال العسكرية هما، إعادة النازحين السوريين إلى لبنان الذين يبلغ عددهم ما يقارب المليون ونصف المليون نازح، والخطة الروسية على هذا الصعيد مهمة جداً ولكن أمامها عقبات اساسية أهمها:

 - إيجاد التمويل اللازم لهذه العملية وتهيئة البنى التحتية المدمرة بشكل شبه كلي في معظم الأراضي السورية، وبالتالي المباشرة بعملية إعادة الإعمار والتي تقدر كلفتها بحسب تقديرات الأمم المتحدة بما يزيد على 400 مليار دولار، وطبعا لا يمكن لروسيا أو أي دولة بمفردها أن تتحمل هذا العبء، بل يقتضي تضافر الجهود الدولية للوصول إلى حل في هذا الاطار. 

ولكن في الوقت نفسه، الولايات المتحدة وأوروبا الغربية تشترط للمساهمة بتمويل إعادة إعمار سوريا، الانطلاق بالعملية السياسية، أي عملية الإصلاح السياسي، قبل الموافقة على تمويل إعادة الاعمار. 

فالتوافق الروسي - الأميركية ضروري جداً لنجاح أي عملية لاعادة الإعمار أو لإعادة النازحين، وهو غير متوفر حتى الآن، كما أن الموقف الرسمي اللبناني يدعو للاسراع في إعادة النازحين إلى المناطق الآمنة الذي يعتبر انها أصبحت كثيرة بعد توقف الأعمال العسكرية على جزء كبير من الأراضي السورية، حيث دعا رئيس الجمهورية ميشال عون إلى عدم ربط عملية عودة النازحين الموجودين في لبنان بالحل السياسي النهائي، ما يشكل عبئاً كبيراً عليه اقتصاديا وديمغرافياً وفي كل النواحي.

 وأفادت المعلومات أن لبنان يتعاون مع المبادرة الروسية، وينسق مع الجانب الروسي من أجل الوصول إلى حلول بأسرع وقت ممكن. لكن السؤال الأساسي هو: هل ستتأمن العودة بما يحفظ ويضمن أمن وسلامة وحرية العائدين؟ من هنا يبدو الطرح القائم على على ربط العودة بالحل السياسي امراً مشروعاً في ظل التجارب الأخيرة التي اظهرت انتقام النظام السوري من المجموعات العائدة، وهو ما يتخوف منه بعض الأطراف السياسية في لبنان أيضاً.