في الفيلم يخاطب ديك تشيني، الرئيس بوش قائلا: سأترك لك كل القضايا الأساسية وسأشغل نفسي بالسياسة الخارجية والجيش وتفاصيل الحكم الأخرى، فيرد بوش: ممتاز! . فيكاد هذا المشهد وحده ان يختصر مضمون الفيلم “فايس″ Vice الذي يتناول فيه المؤلف والمخرج آدم مكاي، جانبا من سيرة تشيني.

المصادفة وحدها جعلت المخرج مكاي يلتفت إلى سيرة تشيني، إذ وبعد فترة قصيرة من عرض فيلمه "ذا بيج شورت" الذي يتناول البورصة الأمريكية في عام 2015، أجبرت الأنفلونزا المخرج مكاي على المكوث في منزله وقراءة كتاب عن نائب الرئيس الأمريكي الأسبق.

شعر مكاي بالإنبهار من السُّلطة التي اقتنصها تشيني، بصمت ومن خلف الكواليس، في إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، وألهمه ذلك كتابة فيلم "النائب: (فايس)" وإخراجه، لكشف حقيقة ما حدث في تلك الفترة.
ويتساءل مكاي “كيف استطاع هذا الرجل الغامض الذي لا يتمتع بأي حضور أن يؤثر في التاريخ إلى هذه الدرجة؟”.

ويجسد الممثل كريستيان بيل في الفيلم، تشيني كشخصية انتهازية متآمرة تدفع بوش إلى حرب غير مدروسة في العراق بعد هجمات 11 أيلول.

الفيلم من نوع الكوميديا السياسية، ويتناول شخصية تشيني، الذي عرف بصلاته الوثيقة باحتكارات النفط الأميركية، وبدوره البارز في دفع سياسات واشنطن في اتجاه ممارسة القوة الغاشمة في الخارج بدعوى الحرب ضد الإرهاب. كما عرف بتجاهله لمبادئ الدستور الأميركي ومخالفة القواعد الديمقراطية، وميله نحو السلطة المطلقة مستغلا الضعف الشخصي للرئيس بوش (الإبن) في إحكام سيطرته وإدارة الأمور من وراء الستار في البيت الأبيض.

ينطلق الفيلم من المراحل الأولى في حياة تشيني أثناء دراسته في الجامعة وإدمانه على تناول الخمر ثم إقلاعه عنه، وإدمانه البديل لفكرة الصعود إلى السلطة مع إقباله على تناول الحلوى وهو ما انعكس على تكوينه الجسماني المعروف، ثم صعوده للعمل ضمن إدارة بوش مع دونالد رامسفيلد الذي سيأتي به تشيني في ما بعد كوزير للدفاع.
كما يتناول قصة الحب بين تشيني وزوجته لين، كما يظهره في لحظات رقيقة مع ابنته ماري “المثلية”.

*الفيلم يعرض حاليا في الصالات اللبنانية.