إرتفع منسوب الهلع لدى الأهالي في بعلبك والبقاع الشمالي، بعد إرتفاع عدد الإصابات بفيروس "كورونا" خلال الأيام الماضية، وجاءت تغريدة محافظ بعلبك الهرمل عن وجود 157 إصابة ناشطة في المنطقة لتزيد في قلقهم، في ظلّ أوضاع إقتصادية صعبة يترنّحون تحتها، وإقفال عام يفرض عليهم البقاء في منازلهم.
يُطلق أهالي المنطقة صرخة دائمة أمام الوضع الإقتصادي والمعيشي الذي وصلوا إليه منذ تشرين، ويسعى العديد منهم بكل ما أوتوا من قوة، لتأمين ربطة الخبز. ويحار البعلبكي في كيفية تأمين ثمن فحوصات الـ pcr في المستشفى الحكومي في بعلبك، بعدما حدّدت وزارة الصحة تسعيرتها بـ 150 ألف ليرة لبنانية، وقدّم ابن المدينة وزير الصحّة المستقيل حمد حسن جهاز الفحص. وفيما تزايدت أعداد الإصابات في بعلبك وتوجّب على المُخالطين للمصابين التوجّه إلى المستشفى ودفع رسوم الفحوصات ومعظمهم لا يملكها، يسأل البعض عن توقيت الحملة المجانية للوزارة في ظلّ إنتشار الوباء، وعن سبب عدم الغاء الرسوم طالما أنّ الوزير قدّم الجهاز، وإلى أين تذهب؟
ميدانياً، تزامن تنفيذ قرار الإقفال العام، والذي بدأ صباح أمس الجمعة، مع الإقفال الأسبوعي الذي تعتمده مدينة بعلبك وأغلب المناطق في البقاع الشمالي خِلافاً لمناطق لبنانية، ومعه يغيب تقدير الإلتزام بالقرار، حيث أقفل سوق بعلبك وأغلقت المحال التجارية أبوابها كالمعتاد، وغابت حركة المارة عن الطرقات، وبدت حركة السيارات شبه عادية مع إلتزام أغلبية المواطنين بارتداء الكمّامات.
وأقامت عناصر قوى الأمن الداخلي حواجز على الطريق الدولية للتأكّد من الإلتزام بارتداء الكمّامة وتسطير محاضر ضبط بحقّ المُخالفين، فيما سيّرت دوريات للجيش وقوى الأمن في السوق وفي محلة رأس العين حيث المطاعم والمقاهي، للتأكّد من إلتزامها بالقرار.
وفيما شهدت المدينة بعض الخروقات لجهة إستقبال بعض المطاعم الزبائن في صالاتها، أُقيمت صلاة الجمعة في كافة مساجد المدينة مع مراعاة إرتداء الكمّامة والتباعد الإجتماعي، وغابت المجالس العاشورائية عن الساحات والحسينيات إلا في ما ندر والتي بدأت مراسمها يوم الخميس، وكان تعميم لـ"حزب الله" بالإستفادة من وسائل التواصل الإجتماعي لإحياء المناسبة، داعياً الناس الى تعليق اليافطات في الساحات والبلدات وعلى مداخل الأسواق وشرفات المنازل. وبدا واضحاً تعليق اليافطات والرايات السود على مدخل سوق بعلبك وأحياء المدينة، ونصب الخيم على جانبي الطرقات الرئيسية لتوزيع المياه والطعام.
وفي الهرمل، سُجّل إقفال للمحال والمؤسّسات التجارية، واقتصرت الحركة على محال السمانة والخضار والأفران، فيما انتشرت عناصر من الشرطة البلدية للتأكّد من حسن سير الإلتزام بالقرار، كذلك مُنع كهنة بلدة القاع من إقامة ذكرى الأربعين في الكنائس وإقامة القداديس. وفتحت الإدارات والمؤسسات العامة والمصارف في المحافظة أبوابها بدوامٍ جزئي لتسيير شؤون المواطنين.