تطرّق محرر الشؤون العلمية في مجلة ''الأتلانتيك'' إد يونغ إلى تفشي جائحة "كوفيد 19" حول العالم، وكيف أخضع هذا الفيروس الصغير أقوى دولة في العالم أي الولايات المتحدة الأميركية، بعدما فشلت في حماية شعبها من الفيروس.
وإذ أشار الكاتب إلى أنّ 10 ملايين شخص حول العالم أصيبوا بكورونا في النصف الأول من عام 2020، فيما قتل حوالي نصف مليون آخرين، أوضح أنّ الولايات المتحدة التي يبلغ عدد سكانها 4% من إجمالي سكان العالم تضمّ ربع الإصابات والوفيات في العالم.
وبرأي الكاتب، فقد أهدرت الولايات المتحدة الكثير من الفرص التي تتيح لها السيطرة على فيروس كورونا، ولم تنجح في مواجهة هذه الأزمة الصحية على الرغم من توفّر الموارد الهائلة والقدرات الطبية الحيوية والخبرة العلمية، في وقتٍ تمكّنت كوريا الجنوبية وتايلاند وأيسلندا وسلوفاكيا وأستراليا من مواجهة الفيروس حتى تراجعت الإصابات في هذه الدول.
وفي هذا السياق، قالت عالمة الأوبئة في كلية الطب بجامعة هارفارد جوليا ماركوس "إنّ واشنطن فشلت بشكل كبير في هذا التحدي الصحي".
ولفت الكاتب إلى أنّه تواصل مع أكثر من 100 خبير منذ تفشي الفيروس، واستنتج أنّ طرق الوقاية كان يمكن أن تكون أكثر فعالية، إلا أنّ النقص في تمويل الصحة العامة وعدم جهوزية المستشفيات أدّيا إلى الحدّ من قدرة الطواقم الطبية الأميركية على منع انتشار "كورونا"، كما أسفرت السياسات العنصرية إلى جعل ذوي البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
وبرأي الكاتب فإنّ أزمة "كوفيد 19" تنذر بأسوأ الأوبئة القادمة، فالعالم أكثر عرضة للوباء من أي وقت مضى ولكنه أقل استعدادًا لحدوثه. ولتفادي كارثة أخرى، تحتاج الولايات المتحدة إلى إعادة النظر بالطرق التي فشلت والعمل على وقف العدوى، كون القضاء على ظهور الأوبئة غير ممكن.
من جهته، أوضح الباحث البيئي في جامعة جورج تاون كولين كارلسون أنّه "لا توجد طريقة لوقف انتشار كل الأوبئة بشكل نهائي"، موضحًا أنّ هناك صعوبة بالسيطرة على تغير استخدام الأراضي وتغير المناخ، وهما عاملان أساسيان في كثافة انتشار الأوبئة. وأشار كارلسون إلى أنّ التوسّع البشري قضى على المساحات البرية، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع درجات الحرارة ومقتل الكثير من الحيوانات، ثمّ بدأت الفيروسات تتفجر.
كذلك، ففي هذا العصر الذي تكثر فيه الرحلات الجوية، بات من الممكن أن ينتشر الفيروس وينتقل من قارة إلى أخرى بسهولة، بحسب الكاتب الذي أضاف أنّ الولايات المتحدة التي أطلقت انتقادات للصين ولمنظمة الصحة العالمية، أخفقت أيضًا ففي عهد الرئيس دونالد ترامب، انسحبت واشنطن من العديد من الشراكات الدولية. كذلك تركت مقعدًا لها شاغرًا لأكثر من عامين في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية ولم تملأه إلا في شهر أيار الماضي، بعدما كان "كورونا" قد انتشر بكثرة. وفي السياق نفسه، سحب ترامب أكثر من 30 موظفًا من مكتب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الصين، والذين كان بإمكانهم أن يحذّروا مسبقًا من تفشي الفيروس. وفي تموز الماضي، أوقف الدعم المالي لعالم أوبئة أميركي يتعاون مع مركز السيطرة على الأمراض في الصين.
توازيًا، قال رونالد كلاين، الذي عمل ضمن فريق الاستجابة الأميركي لتفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا عام 2014 "الاستعداد يعني أن تكون مستعدًا للانطلاق إلى العمل، بحيث عندما يبدأ فيروس ما بالتفشي كالذي نعاني منه اليوم، فإنك تتحرك بسرعة". وأوضح: "كان يتعيّن علينا أن نكون قد أطلقنا سلسلة من الإجراءات في مستهلّ شهر شباط الماضي، لكننا لم نفعل ذلك".
وتابع الكاتب أنّه كان يترتّب على ترامب أن يطلب إنتاج كميات كبيرة من المعدات الخاصة بإجراء اختبارات إضافةً إلى تصنيع معدات وقائية وأجهزة تنفس، ولكنّه أغفل كلّ هذه الخطوات الهامّة، وركّز على الحدود، مانعًا في 31 كانون الثاني دخول الأجانب الذين كانوا في الصين مؤخرًا إلى الأراضي الأميركي، وحثّ رعاياه على تجنب زيارة الصين.
(*) للاطلاع على المقال كاملاً أضغط هنا