نشرت مجلة "الأتلانتيك" مقالاً تطرّقت فيه إلى الخطة التي يمكن أن تعيد الحياة إلى طبيعتها في خضم الأزمة الصحية العالمية، حتى قبل التوصّل إلى لقاح لفيروس "كورونا".
ونقلت المجلة عن أستاذ علم الأوبئة في جامعة هارفارد مايكل مينا قوله إنّ لديه "إيمانًا مطلقًا" بقدرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على احتواء الفيروس.
وبعد فشل الكثير من التجارب والإختبارات لإيجاد لقاح للفيروس يمكنه أن يخفف من قلق الناس، قال سيمون جونسون وهو أحد الخبراء الاقتصاديين السابقين في صندوق النقد الدولي: "إنّ الصحة العامة هي الأمر الوحيد الذي يحدث فرقًا في الاقتصاد والإختبارات هي الشيء الوحيد الذي يحدث فرقًا في الصحة العامة".
وتابعت المجلّة أنّ اللقاحات لن تكون متاحة بمئات ملايين الجرعات قريبًا، وعند توفّر اللقاحات ستكون الأولوية للعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وبرأي مينا، يمكن أن يقوم الباحثون في الولايات المتحدة بإنتاج كميات كبيرة من الاختبارات غير المكلفة وهي لا تتطلب سوى عينات من اللعاب، ويمكن لهذه الاختبارات التي يمكن إجراؤها يوميًا أن تكشف النتيجة خلال 15 دقيقة على أكثر، وأوضح أنّه يمكن اعتماد هذه الطريقة لأي شخص قبل دخوله إلى مدرسة أو إلى العمل أو إلى مركز تسوّق، فإذا أتت النتيجة إيجابية يعود الشخص إلى منزله، أمّا إذا تبيّن أنّه غير مصاب بكورونا فيمكنه الإختلاط بالناس أو الدخول إلى الأماكن العامّة. والجدير ذكره أنّ هذا النوع من الإختبارات موجود أصلاً.
وأشارت المجلة إلى أنّ الحكومة الأميركية التي أنفقت 8 مليارات دولار على تطوير اللقاحات، بذلت مؤخرًا الكثير من الجهود لتحفيز البحث عن أنواع جديدة من الاختبارات، ومنحت المعاهد الوطنية للصحة 248 مليون دولار كمنح للشركات حتى تتمكن من توسيع نطاق البحث عن أشكال بديلة من الإختبارات حول "كوفيد 19" بأسرع وقت ممكن. كذلك فقد استأنفت مراكز الرعاية الطبية دعم الاختبارات الناشئة أيضًا.
من جهته، شدد عضو فريق البيت الأبيض لمواجهة فيروس كورونا، الأميرال الدكتور بريت جيروير على ضرورة تحسين النظام لعدم انتظار ثلاثة أيام حتى تظهر نتيجة الفحوصات، لافتًا إلى أنّه لن يسر أحد بإجراء الفحوصات حتى تصبح النتيجة متاحة في غضون 24 ساعة.
وتبرز مشكلة أخرى في اختبارات PCR تتمثل بأنه لا يوجد عدد كافٍ منها، فالولايات المتحدة تجري الآن أكثر من 700000 اختبار "كورونا" يوميًا. وعندما يكون هناك شح في الاختبارات، يعاني النظام الطبي أيضًا، ففي ولاية أريزونا على سبيل المثال، كان هناك نقص في الطاقم الطبي في ذروة تفشي المرض، إذ أنّ أي طبيب يُصاب بالفيروس يترك العمل أيامًا حتى يتمّ التأكد من أنّ نتيجة إصابته سلبية. وفي هذا السياق، قالت المديرة الطبية للصحة والسلامة لأطباء أريزونا كاثرين جيوانيتي: "لقد انتظرنا ما بين سبعة إلى عشرة أيام لتصبح النتيجة سلبية".