Advertise here

نصرالله: نطالب بحكومة وحدة وطنية ذات اوسع تمثيل ممكن

14 آب 2020 22:18:00 - آخر تحديث: 14 آب 2020 23:15:03

أطل الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله عبر شاشة قناة المنار، متحدثا لمناسبة مرور السنة الرابعة عشرة لانتصار حرب تموز، ومتناولا آخر التطورات. وأشار الى توقف المهرجان الشعبي هذا العام بسبب كورونا، ومثلها في احتفالات ذكرى عاشوراء، معلنا انه سيكتفي بالقاء كلمته هذه الليلة.

وبارك في مقدمة كلمته للشهداء من جيش وشعب ومقاومة، ووجه شكره الى الرئيس اميل لحود الذي تحمل الكثير وبذل جهودا كبيرة كي لا تنحرف قرارات الحكومة يومها، وايضا الشكر للرئيس نبيه بري الذي ادار المفاوضات الصعبة مع الوفود الخارجية ومع الداخل، ولكل شرائح المجتمع الذين ايدوا ودعموا وساندوا، ولكل الدول التي وقفت الى جانبنا وفي مقدمهم ايران وسوريا، ولكل احرار العالم لتأييدهم للمقاومة، ولكل من يقف الى جانب الحق ضد الاستكبار والذي يمثله اليوم الكيان الصهيوني.

وقال نصرالله ان "ما جرى في تموز حرب حقيقية وهو ما اعلنه العدو الاسرائيلي، ولبنان على المستوى العسكري قاتل وحيدا من الناحية العسكرية، الى ان اجبرها مع المقاومة الى وقف الحرب، الى ان صدر القرار 1701".

اضاف: "كانت لتلك الحرب نتائج استراتيجية كبيرة، مشيرا الى انه "من نتائج تلك الحرب انها افشلت مشروع الشرق الاوسط الجديد وصارت بنوده معروفة، وابرزها تكريس اسرائيل على رأس الشرق الاوسط والرقم الاول في جميع الميادين، لكن كل ذلك سقط هنا في بيروت"، ملمحاً الى "سعي الاميركي في البحث عن مشاريع جديدة لتكريس اسرائيل ولكن هذه المرة اسرائيل مرتبكة. أما النتيجة الثانية لحرب تموز انها كشفت مستوى الوهن في منظومة كيان العدو أمنيا، وسياسيا، وعسكريا. لذلك لجأ الى العالم لمساعدته وهو ما نراه الى اليوم. أما النتيجة الثالثة وهي مهمة، وهي ان المقاومة في حرب تموز استطاعت تثبيت قواعد الردع لحماية لبنان".

واكد نصرالله "ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة وخاصة المقاومة هي التي تحمي لبنان، وليست جامعة الدول العربية ولا غيرها".

وتطرق الى الوضع الحالي، فقال: "ان المشكلة معنا هي قوة المقاومة ولأن المقاومة قوية لذلك يريدون التخلص منا"، لافتا الى العروض التي تأتي الى المقاومة لجهة تخليها عن قوتها"، وكرر الاشارة الى ان "المشكلة مع حزب الله هي قوته التي تردع اسرائيل". وقال: "عندما فشلت القوة العسكرية للعدو في سحق المقاومة فانهم صاروا يلجأون الى كل وسائل الضغط الاخرى ومنها الشتائم".

واعلن ان "المقاومة بالنسبة الينا هي الوجود والهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والمقاومة بالنسبة للبنان هي شرط وجوده حتى اشعار آخر، طالما لا وجود بديل مقنع.

وتطرق الى الوضع الذي ساد مؤخرا بعد عملية اغتيال اسرائيل للشهيد علي محسن، وكان قرارنا الرد الجاد والمدروس وليس من باب الاستعراض، ونحن لا نبحث عن الظهور الاعلامي، وكان من نتيجة موقفنا ان استنفر العدو على كامل الحدود، معلناً ان قرار الرد ما يزال قائما ويتعلق بالتوقيت".

وعن توقيع اتفاق بين الامارات واسرائيل قال: " نحن لم نتفاجأ لأن العلاقات قائمة وقديمة بينهم،  ولكن يبدو ان الحاجة لاعلان الاتفاق هو حاجة  لترامب في حملته الرئاسية".

واضاف: "ترامب خرج من الاتفاق النووي مع ايران لاسقاطها، لكنه فشل في علاقته مع الصين"، معتبرا "ان ما اقدمت عليه الامارات هو خدمة لترامب في اضعف لحظاته الانتخابية وخدمة شخصية لنتنياهو الضعيف في كيانه".

ولفت الى "احتمال الوصول الى اتفاقات سلام بين بعض الانظمة العربية واسرائيل، وانه من المتوقع حصول ذلك، وان ترامب سيجلب هذه الانظمة ماليا لمصلحته ومصلحة نتنياهو. ورأى أن ما تم الاتفاق عليه، بين الامارات وكيان العدو لارضاء اميركا".

ووصف الحملات الاعلامية الخليجية خاصة ضد ايران انها كانت لخدمة اسرائيل واميركا ولتبرير ما سيقومون به". واعلن "ان واجبنا الديني والاخلاقي ان ندين هذا الاتفاق وهو خيانة للمقدسات وهو خطوة غادرة للشعب الفلسطيني، كما قال الفلسطينيون انفسهم".

وتوقف امام انفجار مرفأ بيروت موضحا "ان حزب الله لا رواية لديه حول الانفجار، وان من يقوم بالتحقيق من قضاء واجهزة امنية هم يتولون وسيعلنون ذلك.الفرضية الاولى ان الانفجار حادث عرضي، وسببه الاهمال والتقصير، أما الفرضية الثانية فهي العمل التخريبي، وهنا لا اثبات لوجود طائرات في الجو، او ان احدا ما اقدم على التفجير".

وكرر ان "حزب الله ينتظر نتائج التحقيق، وبالتالي اذا كان الانفجار اهمالا فالتحقيق سيحدد المسؤوليات واذا كان عملا تخريبيا فالقصة مختلفة".

واضاف: "ننتظر التحقيق الرسمي"، مشككا بنتائج التحقيق، قائلا:  "اذا شاركت فيه لـ "اف بي آي" لأنها ستبعد التهمة عن اسرائيل اذا كانت هي التي قامت به". وطالب الدولة بكل مؤسساتها وكل الاحزاب والشعب اللبناني ان يرد وليس فقط حزب الله اذا كانت اسرائيل وراء هذا الانفجار".

اضاف: "اذا كان الجواب متوقفا على حزب الله، فأنه لا يمكن ان يسكت على مثل هذه الجريمة اذا كانت اسرائيل قد ارتكبتها".

وندد "باتهام حزب الله منذ لحظة وقوع الانفجار من قبل بعض المغرضين"، مشيرا الى "مشروع اسقاط الدولة وليس المجلس النيابي فقط، وهو ما كان الأخطر منذ لحظة وقوع الانفجار"، شارحا ان "الاستهدافات بدأت ضد العهد والرئيس ميشال عون، الامر الذي يشبه ما جرى في العام 2005 مع الرئيس اميل لحود".

وتابع نصرالله:" لقد وصل الامر بهم الى قلة الأدب والشتائم للضغط على رئيس الجمهورية لتقديم استقالته، ولكن هناك قوى سياسية رفضت ان تكون رأس الحربة في المشروع فبقي رأس الحربة لوحده في الشارع المسيحي. أما المؤسسة الثانية المستهدفة فكانت المجلس النيابي من خلال تقديم استقالات النواب، وبالتالي، مجلس غير دستوري يعني لا يمكنه تشكيل حكومة، لكنها ايضا باءت بالفشل".

واكد وجود من كان يريد حربا أهلية شبيهة بما جرى للرئيس سعد الحريري عندما اختطف في السعودية. واتهم قوى محلية مدعومة خارجيا بالسعي لاسقاط الدولة بعد الانفجار.

وعن الحكومة، قال: "من اسقطها ليس هؤلاء وانما مجموعة عوامل، وللحقيقة انه امام انفجار كالذي حصل فلا يمكن لها ان تصمد".

وتمنى على اللبنانيين "بألا يعطوا آذانهم لمن لديهم احقاد سياسية، وان اي حراك يجب ان يكون لمنع حرب أهلية وليس العكس، ويجب ان نكون جميعا تحت سقف الدولة ونلتقي حول الحد الادنى من الحوار"، محذرا من "الجدران التي يبنيها البعض لأنها ستودي بلنان".

وتوجه بالشكر "باسم حزب الله الى الرئيس حسان دياب ولكل الوزراء الذين عملوا معه منوها بشجاعتهم في الظروف التي مرت".

وكشف نصرالله ان "حزب الله يتطلع الى حكومة تنجز وتخدم شعبها، ولذلك نحن في الحزب نطالب بحكومة قوية ومحمية، وليس جديدا ان نطالب بحكومة وحدة وطنية، او بحكومة ذات اوسع تمثيل ممكن، أما اليوم وأيا يكن الرئيس المكلف عليه ان يعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وان تكون اولوياتها الاصلاحات والوضع المالي والاقنصادي وترميم المرفأ، وان تتحمل مسؤولية متابعة التحقيق في انفجار بيروت".

واعلن ان "الحديث عن حكومة حيادية تضييع للوقت، خاصة من هو الحيادي في لبنان"، مستغربا طرح هذه الفكرة "لأنه لا وجود لحياديين في لبنان كي يشكلوا حكومة".

ووصف الحكومة الحيادية بأنها "خداع ولتجاوز نتائج الانتخابات النيابية"، داعيا الى "الاستفادة من الوقت والى تشكيل حكومة وحدة وطنية". واقترح على الذين يهربون من تحمل المسؤوليات ان يخرجوا من الحياة السياسية.

وعن المحكمة الدولية قال: "لن اكرر ما قلناه سابقا عنها وعن طريقة عملها، ولا أعيد شيئا مما قلناه، ولكن نحن نعتبر انفسنا غير معنيين بقرارات ستتخذها، ونحن متمسكون ببراءة اخواننا اذا أدانتهم المحكمة في قرارها".

واكد ان "المهم ان ينتبه اللبنانيون الى من ينتظر صدور القرار لاستفزاز المقاومة، لكنني اوصي جمهورنا بالصبر والتحمل وعبور هذه المحن".

وتطرق اخيرا الى مسألة انتشار وباء كورونا وقال: "لقد خرج عن السيطرة"، مبديا أسفه للتهاون لدى البعض، مشددا على المسؤوليات الشرعية والدينية.

واعلن انه سيتحدث الاثنين المقبل مساء لمناسبة عاشوراء.

وختم كلمته بالتأكيد على اهمية انجاز انتصار حرب تموز، مشددا على اهمية الحفاظ عليه، كما شدد على اهمية الحوار لهدم جدران العدوات التي تقام، ودعا الى عدم الخوف لأننا نعتمد على الله، مشددا عى "اننا نحن الاقوياء في المنطقة".