Advertise here

لبنان يستعيد الاهتمام الدولي... وفرصة جديّة بعد كل خطايا حكومة دياب

11 آب 2020 14:24:37

حتى في تخريجة استقالته، أصرّ حسان دياب على أن يكون هزيلاً، وذليلاً للموقع. كان ينتظر من مسؤولٍ أمني أن يعود إليه بالجواب إذا ما كان سيستمر بالبقاء في موقعه. بقي منتظراً حتى خرج الوزراء وأعلنوا استقالة الحكومة، فكانت النتيجة أن الحكومة أُسقطت وأقيلت، وليس رئيسها هو الذي استقال. 

لبنان أمام فرصة جدّية وحقيقية ليستعيد توازنه، بعد كل الخطايا التي ارتكبها حسان دياب وحكومته، وآخرها الكارثة الكبرى التي حلّت ببيروت ولبنان في جريمة تدمير المرفأ. كان ذلك تدميراً ممنهجاً للبنان جوهراً ووجوداً. كما كانت خطة حكومته منذ اليوم الأول تركّز على التدمير الممنهج.

 
ما جيء بحسان دياب إلا للتدمير. حتى الحياة السياسية والحريات والثقافة التي يمتاز بها لبنان، عمل دياب على تفتيتها وتفريغها من محتواها ومضمونها. صلة الوصل التاريخية التي شكلها لبنان بين الشرق والغرب، ظنّ بجنون عظمته أنه قادر على القفز فوقها، والدخول في صراعات ومناطحة الدول والسفارات، فإذا به يقع ولا يجد من يمسك به من فوق هاوية عالية.

الخطورة أنه هوى بلبنان معه. دمّر القطاع المصرفي والمالي، وغيّر وجه لبنان الاقتصادي والميزات اللبنانية من المؤسّسات التربوية والتعليمية، حتى أُجهز على ما تبقى من أساسيات الوجود للبنان وهو المرفأ، واجهة لبنان إلى العالم.

 
لا بد للبنانيين أن يتعلموا من أخطائهم، والتعلّم من الخطأ مكلفٌ وباهظ الأثمان. سيدفع لبنان ثمنه وآثاره إلى فترة طويلة. لكن لا بد من النهوض مجدداً، لحماية لبنان واحتراماً للضحايا الذين لم يجفّ دمهم بعد، فلبنان لا يستحق كل هذا الانحدار والانهيار. 

قبل إسقاط الحكومة كانت الاتصالات الدولية والمحلية قد بدأت بالتفاعل بحثاً عن مخرج سياسيٍ للأزمة، ويتمثل بالاتفاق على تشكيل حكومة جديدة ترضي الناس وتحفظ الكرامات، وتؤسّس لمرحلة جديدة خارج منظومة التفاهة والشعبوية والنرجسية. مرحلة يكون جلّ اهتمامها متركزاً على كيفية إعادة إستنهاض الناس ومعنوياتها، وإعادة الاعتبار لها، وبلسمة الجراح العميقة التي أنتجها تفجير المرفأ، بوضع سياساتٍ تحاكي تطلعات وطموحات اللبنانيين.

ينتظر لبنان المزيد من الزيارات الديبلوماسية والدولية، إذ يصل اليوم وزير الخارجية المصري سامح شكري، ويصل غداً مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد هيل. ستكون هذه الزيارات فرصة لاستعادة لبنان الاهتمام الدولي به، وانطلاق مسار البحث عن مخارج وفتح طريقٍ لحل الأزمات التي يعاني منها، والتي ستبدأ بتشكيل الحكومة الجديدة.