Advertise here

رابطة اصدقاء كمال جنبلاط: التضامن الوطني مفتاح النجاة

10 آب 2020 14:32:52

صدر عن رابطة اصدقاء كمال جنبلاط، ما يلي:

ان ما تعرضت له العاصمة بيروت في الرابع من شهر آب 2020 من تفجير اجرامي احدث دماراً شاملاً لبيروت تداعياته بالغة الخطورة رسم على كل الشفاه السؤال الكبير "هل سيخرج سكان العاصمة من هذه النكبة معافين؟"

الصورة قاتمة، فظيعة وموجعة. الاحزان تلف معظم العائلات وتدمي حتى القلوب المتحجرة. الدمار يعم مختلف الاحياء والخسائر افدح من قدرة اللبنانيين على التحمل. وما يزيد الوضع خطورة ان هذه الكارثة تحصل بعد سلسلة من المآسي تحل ّ باللبنانيين: انهيار مالي واقتصادي، بطالة متفاقمة بعد تعطل الاعمال، مجاعة تدقّ ابواب اكثر من نصف الشعب اللبناني، ومواجهة وباء كورونا الذي لا يزال يقضّ مضاجع اللبنانيين ويهدد حياتهم، كل هذا وسط معالجات كلامية لا توصل الى اي حل ينقذ اللبنانيين من معاناتهم.

ونسأل: ما تأثير هذه الصدمات المتراكمة على اللبنانيين صحياً ونفسياً وعصبياُ؟ وماذا يعني: ان نرى كيف ما نظرنا صراخاً وبكاء ودماء ودماراً؟ وماذا سيكون تأثير ارتفاع اعداد الجرحى والمصابين والضحايا والمفقودين؟

كلمة من القلب  من رابطة اصدقاء كمال جنبلاط الى المنكوبين وذوي الضحايا الشهداء حفظناها عن المعلم كمال جنبلاط الذي قال: "كل من يعمل ويضحي بروح متجردة، يتخذ من عمله وتضحيته صفة البطولة، بل صفة القداسة، فيضحي بتمرسه الدائم بهذه الروحية بطلاً قديساً وامثال هؤلاء كرامتهم ومجدهم قائم في ذاتهم وهم ليسوا بحاجتكم الى ان يتحدث عنهم الناس."

من خلال مراقبتنا ومواكبتنا لما حصل في الايام الاخيرة نقول ان صفة البطولة التي تحدث عنها كمال جنبلاط تبدو وكأنها موجهة خصيصاً لأبطال الاغاثة في الصليب الاحمر اللبناني وفي الدفاع المدني  وجهاز الاطفاء والى سائر مؤسسات الرعاية الصحية والاجتماعية، والى الطواقم الطبية والتمريضية.

فهؤلاء جميعاً هم فرسان الخلاص، هم حبل النجاة وبلسمة الجراح وبعث الامل وهم طبعاً الابطال القديسون، على ما ذكر المعلم "نحن فخورون جداً بهم، ونشد على ايديهم، ونتمنى لهم كل الخير والنجاح في ما يعملون."

ومن ناحية اخرى، اثلجت قلوبنا رؤية المتطوعين اللبنانيين على المستوى الشعبي والاجتماعي يبادرون الى النزول على ارض الواقع للتضامن الفعلي مع الثكالى والحزانى والمنهكين، والمشاركة في معالجة تداعيات الكارثة، وتقديم الدعم الصحي والغذائي والايوائي ورفع الركام. ورافق هذا الاندفاع ظهور بشائر تحرك ضمائر العديد من اللبنانيين لمزيد من العون وتقديم المساعدات المادية والعينية. اننا نثمّن عالياً هذه الظاهرة، وندعو الى  تعميقها وتعميمها، فهي البرهان على  ان التضامن والتكافل هو السبيل لتمكين اللبنانيين من الانتصار على المعاناة، ذلك انه من رحم المعاناة تولد الحياة وتتجدد.

ومن حظ اللبنانيين ان لهم في قلوب وافكار الكثيرين في الخارج الشقيق والصديق من يهتم بهم، ويندفع الى مساعدتهم، وما بدأ يشهده لبنان من تسابق غربي واقليمي ودولي للمساعدة هو اصدق دليل. وكانت الزيارة الخاطفة للرئيس الفرنسي ماكرون الى بيروت اصدق دليل على هذا الاهتمام. فهو قصد التواصل مع الناس لبلسمة جراحهم ومعاناتهم، واجتمع الى المسؤولين والى ممثلي الكتل النيابية وقادة الرأي في المجتمع المدني، مقترحاً حلولاً تخرج لبنان من معاناته وواعداً بمتابعة هذا الموضوع بكل اهتمام، والسعي الى جمع مؤتمر دولي لاقرار افضل الطرق لدعم اللبنانيين ، وضمان وصول المساعدات الى المستحقين.

رابطة اصدقاء كمال جنبلاط تقول شكراً من القلب للرئيس الفرنسي ومن خلاله للشعب الفرنسي، والى سائر اصدقاء لبنان من الدول الشقيقة والصديقة. وتعلن انه على الرغم من اهمية هذا الدعم الدولي، يبقى ان الاهم هو التضامن والتكافل بين اللبنانيين لأنه السبيل الوحيد لقيامة لبنان من بين الركام.