Advertise here

سعد زغلول ينعي لبنان!

09 آب 2020 07:56:00 - آخر تحديث: 06 أيلول 2020 22:29:35

كتب عبدالله عبد السلام في "الأهرام":

ماذا ينتظر لبنان حتى ينهار؟ يتساءل كثيرون.. انفجار ميناء بيروت ليس سوى عرض لمرض لعين ينخر بقوة فى جسده. هناك تراكم مروع للكوارث: أزمة اقتصادية طاحنة أسقطت غالبية اللبنانيين إلى تحت خط الفقر، وفوضى سياسية يبتز فيها زعماء الطوائف المواطنين، ثم انفجار أفقد العاصمة ميناءها، وسيعقبه خلال أيام حكم قضائى دولى بمنزلة زلزال عن اغتيال رفيق الحريري . لكن لمن قال إن لبنان لم يسقط، يرد الباحث السياسى اللبنانى فواز جرجس. لقد انهار فعلا. لبنان كان بيتا من زجاج، فتحطم بما يفوق أى قدرة على الترميم.

العطب لم يصب تفاحة واحدة أو أكثر، يضيف ربيع علم الدين فى الواشنطن بوست، بل الحقل بأكمله. هناك مؤسسات تحاكى الديمقراطية لكنها لا تمثل الناس. أصبح النظام السياسى قائما على توزيع المغانم حسب قوة زعماء الطوائف. لم تنجح التحركات الجماهيرية الهائلة بأكتوبر الماضى فى خلخلة مؤسسات الحكم. بالعكس زادت قوة على أساس أن البديل هو الفوضى.

جاء كورونا، فتوقف حديث تغيير حكومة حسان دياب، لأن البلد فى أزمة صحية، ووقع انفجار بيروت، 11 سبتمبر لبنان، أو كارثة تشرنوبيل أو تفجير هيروشيما ، سمه ما شئت.. المهم أنه لن يحدث تغيير. حسب علم الدين، فإن الفصائل التى خاضت الحرب الأهلية (1975 ــ 1990) لم تتوقف عن القتال إلا عندما أدركت أن بإمكانها سرقة أموال أكثر إذا تعاونت مع بعضها البعض. وهذا ما يحدث حتى الآن.

المفارقة أن كل القيادت الحاكمة والمعارضة طالبت بمحاسبة المسئولين عن الانفجار. هذه القوى التي تغافلت عن التخزين غير القانوني للمواد المتفجرة، هى التى تطالب بالمحاسبة. هل هذا سلوك سياسيين راشدين؟. إنه أقرب لتصرفات المافيا، يصرخ لبنانيون.

كان الزعيم سعد زغلول يرد على من يسألونه قبل ثورة 1919، متى سيتحرك الناس قائلا: لابد من قارعة، أى حدث مهول. فى لبنان، الأحداث المهولة شبه يومية.. السؤال ليس هل ستقع القارعة، وينفجر البلد لينضم إلى سوريا الشقيقة وليبيا العزيزة واليمن السعيد والعراق الجميل، بل متى ستقع؟.. أخشى أن الوقوع أقرب مما نتصور.