من تحت الدمار الذي حلّ ببيروت، لا زال لإرادة الحياة مكان في هذه العاصمة التي تحدّت طويلاً وواجهت الصعاب.
فبيروت ورغم جراحها لا تزال تعطينا دروساً في التحدي وأن لا مكان للضعف بيننا، وما صورة الرجل الذي ينظف الشوارع من الردم على كرسيّه المتحرّك، سوى دليل على أن هذا الشعب أقوى من المصير الذي يحاول البعض أن يرسمه لهذا البلد.
صورة تفضح عجز كل من هم في السلطة وتتحداهم في واجباتهم، لأن العجز ليس الجسد إنما بمن يمعنون فب إعاقة الوطن بهكذا نماذج حكم وهكذا أهل سلطة.
يا ليت هذه الحكومة تخجل من هذه الصورة ومن آلاف المتطوعين الذين يعاملون بيروت كحبيبتهم ويرفضون ان يتركوها مشوّهة بسبب إهمال الدولة وتقصيرها الآن ومن قبل.
هي صورة بألف صورة، وربما لا نحتاج سواها لإدانة هؤلاء العاجزين عن إدارة دولة والعاجزين عن بلسمة جرح مدينتهم تحت الأنقاض.