Advertise here

قتلة بيروت... أشباح وشياطين

07 آب 2020 11:12:00 - آخر تحديث: 10 أيلول 2020 11:57:45

في العام 2005 وبعد سلسلة التفجيرات التي عصفت بلبنان خرج مسؤول ليعترف للبنانيين بالعجز الرسمي وأن شبحاً هو من يقتلهم ويلاحقهم بالموت.

يبدو ان عمر هذا الشبح طويل جدا، يفعل فعلته كل مرة بثوب يرتديه لينفذ جريمته ويختفي، قبل ان يعود ليعيش بيننا وكأن شيئا لم يكن.
خبيث هذا الشبح، فكم هو حاقد على مدينة وأهلها الى هذا الحد من النيترات المسموم المجهول الأم والأب.
يا له من شبح لا ترصده أجهزة أمنية ولا أقمار صناعية ولا كل الأساطيل والجيوش برا وبحرا وجوا.
كم يشبه هذا الشبح "فرفور اللي ذنبو مغفور"، فلا يراه قاض ولا يتسع له سجن ولا تمسّه عدالة.
انه شبح المقار الرسمية المهجورة من أي ضوء ضمير، فهناك له صدارة الدار وصكوك براءة "على بياض". 

طالت اقامة هذا الشبح بيننا حتى تجرأ على قتلنا جميعاً، فمن نجا من الجوع ومن الغذاء الفاسد ومن الهواء المسموم بالنفايات ومن سرطان الليطاني ومن كورونا، مات في بيته الذي ظنه آمناً وفي الحيّ الذي صمد رغم كل المصائب.
سنسأل كثيرا عن قاتلنا، وسنبحث عنه بين الركام وفي نعوش الشهداء وفي دموع الأمهات وفي زوايا الدمار، لكن قاتلنا جبان فلا تنتظروه ان يواجه غضبكم وان يخلع عن وجهه القناع.

فبين العنبر رقم 12 ولجان التحقيق وبيانات الشعر والنثر ومؤتمرات الويل والثبور والاجتماعات الطارئة والجولات الفولكلورية والمساعدات التي لا تسمن من جوع وبلاغات البحث والتحري، وحده وجه جبران خليل جبران في مار مخايل يعرف الحقيقة عم هذا اللبنان الذي نعيش فيه ولا يشبهنا بشيء، ووحده يعرف ان عدل الناس كالثلج ان رأته الشمس ذاب.

وتسألون عن قتلة بيروت؟
انهم أشباح... انهم شياطين.