Advertise here

ماكرون يستعيد لحظات شيراك في بيروت... وسؤال ينتظر الاجابة

06 آب 2020 17:53:51

تستعيد فرنسا امومتها الحنونة ولا تتخلى عنها. في الملمات والمآسي، في المقاسي ومن الأقاصي، تحضر فرنسا، بتاريخها وتراثها، بحرصها على لبنان ونموذجه وكيانه. وهي اكثر من يستشعر الخطر الذي يحدق به، فتسعى دوماً الى المبادرة لانقاذ ما يمكن انقاذه. سريعاً اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن زيارة عاجلة وقصيرة الى بيروت، للقاء المسؤولين، وتفقد مكان التفجير. الزيارة بما تحمله من مساعدات انسانية وطبية، تعبر عن الاهتمام الفرنسي بلبنان.

زيارة تشبه الى حد بعيد زيارة الرئيس جاك شيراك في العام 2005 بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وعندما يكون لبنان ام تهديد وجودي، تكون فرنسا الحاضرة الدائمة، والسد الدائم امام محاولات ضرب النموذج واستهدافه او القضاء عليه. التقى ماكرون الرؤساء الثلاثة، مؤكداً لهم حرص بلاده على استقرار لبنان، واستعدادها للعمل على المساعدة بشرط ان يساعد اللبنانيون انفسهم.

وأما سؤال ماكرون فيفترض بالإجابة عليه ان لا تحمل لبساً، هل تريدون الاستمرار بالتصعيد والمواجهة، وبالتالي استمرار الانهيار، ودفع الاثمان بلا اي مساعدة او مسعى؟ ام تريدون التسوية والتهدئة والاصلاح والمصالحة مع المجتمع العربي الدولي، وهذه تستوجب تقديم تنازلات والخروج على سياسة المحور والتدخل في الدول الخارجية. 

وعندها تعمل فرنسا ودول اخرى على اعداد مبادرة تتلاقى مع مبدأ الحياد، للشروع في البحث عن مؤتمر يسعى الى تجنيب لبنان المزيد من الانهيار والازمات. 

سيرمي ماكرون الكرة في ملعب اللبنانيين، كما سيشدد على ضرورة اجراء تحقيق شفاف يكشف حقيقة ما حصل في تفجير المرفأ، فيما الادعاء العام الفرنسي قد باشر تحقيقاته بما جرى بسبب سقوط ضحايا فرنسيين. هذا باب للمطالبة بتشكيل لجنة دولية تشرف على التحقيقات في ظل التخبط الذي تعيشه الحكومة، وظهر في تصريحات متناقضة.

ان الازمة التي تعصف بلبنان وتداعيات التفجير، خطيرة جداً، وقابلة بحال استمرار الضياع وتقاذف الاتهامات وممارسة سياسة ساذجة ستؤدي الى تغيير معالم لبنان الدولة، وانهاء الكثير من المقومات التي يمتلكها، والازمة تنذر بالتمدد والتوسع وبمزيد من الانهيارات، ما لم تحصل خطوات جدية وسريعة. لبنان امام خطر وجودي.