تمرّ ذكرى مصالحة الجبل لتبدو في ظل ما يعيشه لبنان اليوم وكأنها الأمل الوحيد بلبنان الغد، لبنان الأصالة الذي يندر ان نجد بعد في هذا الزمن من يفقه معانيها.
فأصالة لبنان من أصالة جبله الذي جُبل بكل معاني الوطنية والانسانية والمحبة على مرّ التاريخ رغم مآس وويلات حلت به، لكنه كان ما يلبث ان يعود الى تلك الأصالة التي صنعت لبنان التعددية والتلاقي والحوار.
في ذكرى مصالحة الجبل تعود إلى الذاكرة شخصيات عملت بإخلاص على إعادة اللحمة بين الشعب الواحد، وسعت لبناء دولة تكون حاضنة للجميع على تنوعهم، فيما هناك من يزال يعمل على هدم مداميك الوطن والدولة بسياسات حاقدة تنبش آلام الماضي وتمعن في الشرذمة وتحرض على الإنتقام. فهؤلاء كانوا ولا زالوا خارج التاريخ والجغرافيا، لا يعرفون غير الحقد والكراهية والمصالح الخاصة التي لا تتحقق بغير بث روح الفرقة بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد.
في ذكرى مصالحة الجبل، يتطلع لبنان إلى ما جسّده البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرلله بطرس صفير، ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، اللذين شبكا ونسجا اواصر التلاقي الوطني التاريخي، وتابعها الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
في الذكرى كما في كل اليوميات، يتجدد عهد الأوفياء والمخلصين بأن تصان المصالحة بأهداب العيون، ليصان الوطن رغم كره الكارهين.