Advertise here

داليا جنبلاط زارت مخيمات اللاجئين السوريين

15 شباط 2019 11:55:00 - آخر تحديث: 16 شباط 2019 18:47:16

على طريقتها آثرت داليا وليد جنبلاط أن تتقصى ظروف النازحين السوريين وتعاين يوميات عذاباتهم في لحظاتها القصوى، فتحدت الظروف المناخية القاسية والشتاء المر الذي يغرق في كل مرة عشرات المخيمات ومئات الخيم، ويحولها الى مستنقعات وبرك عائمة.

لم يقف ظهر البيدر بثلوجه حائلا دون وصولها في ساعات الصباح الأولى الى مخيمات النازحين السوريين في البقاع، فأيقظت صباح البقاع على وقع المطر الغزير والرياح الشديدة التي زادتها ثقة بأن المغامرة من اجل عمل انساني هي أهم بكثير من عشرات البيانات والمواقف التي لا تغني ولا تسمن ولا تمسح دمعة نازح او تجلبب طفلا برداء يقيه شر البرد ولوعة التشرد.

هكذا هي داليا سر أبيها،  لكن لداليا بصمتها الخاصة وطبعها المميز، وفرادتها في التنقل من خيمة الى خيمة ومن مخيم الى آخر بخفة ورشاقة وبإحساس لا يقاربه إلا من عاينها تسكب حنوها وعاطفتها لا عطفها على اطفال التشرد وفتية الشقاء وكبار التعب.

داليا المسكونة بالقلق على مستقبل اطفال النزوح مسحت مئات الخدود الوردية المرتجفة من أزيز الصقيع وجلد البرد، علها في ما قدمت من مساعدات تكون قد أدخلت الفرح الى قلوب هؤلاء المنسيين في مطارات الغربة، وهم الهاربون من جلادي القصور وجزاري مسلسل القتل اليومي والقصف بالبراميل المتفحرة، ليقعوا فريسة لقصف الجوع او الموت بردا ومرضا لا بل غرق في مسيل نهر جراء فيضان او حريق خيمة أرجفها الصقيع وثكلتها العتمة فاحرقتها شمعة او قنديل، وربما وصلة كهرباء ابتكرها رب العائلة في لحظة تخل من تيار كهربائي موصول بماء.

داليا جنبلاط المحاطة بثلة من الاصدقاء الأوفياء وفريق عمل من وزارة الشؤون الاجتماعية لم تكترث لعاصفة الطبيعة وجنون الطقس، عينها شاخصة إلى مواضع الوجع وصور البؤس والفقر والعذابات والجراح، وثقتها بهاتفها الخاص، فالتقطت مواجعهم لتبلسم بعضها بصورة معبرة وكلمة طيبة وهدية هي برمزيتها وتوقيتها فوق الكلام.

ليس غريبا على داليا جنبلاط ان تقاوم بالموقف الانساني النبيل لتقارب قضية بحجم ازمة نزوح وتشرد، وهي ابنة بيت جنبلاطي وقف الى جانب النازحين السوريين وانحاز كنذ اللحظات الاولى الى قضية الشعب السوري وقبله قضية الشعب الفلسطيني، فجاءت زيارتها وهي ليست الاولى لها الى مخيمات البقاع لتضع وردة حمراء وكلمة حب في بيئة احوج ما تكون لهذا البعد الانساني والأخلاقي النبيل.

يقول منسق خطة لبنان للاستجابة للأزمة السورية في وزارة الشؤون الاجتماعية في البقاع حسين سالم، ان الجولة التي شملت عددا من المخيمات البقاعية بمبادرة من داليا جنبلاط ادخلت الفرح على مئات العائلات السورية النازحة، فتحدت داليا كل الظروف المناخية الصعبة ودخلت الى الخيم لتدخل المحبة والفرح الى قلوب النازحين ليس فقط  من خلال تقديم المساعدات بل ايضا من خلال الكلمة الطيبة التي تبلسم جراحاتهم وتلطف معاناتهم، خصوصا ان ما حصل من كوارث في العواصف السابقة ترك آثارا كبيرة سلبية في حياة هذه الاسر النازحة في مخيمات عائمة.

واشار سالم الى ان قدر هذه العائلة ان تبقى وتستمر نصيرة للفقراء والمعذبين وهذه المبادرة من داليا هي امتداد لبصمات  السيدة نورا جنبلاط التي فتحت سبع مدارس في البقاع لتعليم النازحين وهيي تتابعها بشكل دائم.