تتوالى الفضائح الحكومية فضيحةً تلو الفضيحة. موقف رئيسها حسان دياب بالأمس، إمّا يؤشر إلى أن الرجل غير مصدّق أنه في موقعه، ويتعاطى وكأنه في موقع المعارضة. وإمّا أنه يمعن في تعمّد مجافاة الواقع والحقيقة، ويعتمد نهج البعث في تغيير الوقائع وتحويرها. والأسوأ من ذلك، أن حسان دياب ربما حنّ إلى أساتذته في الجامعة الأميركية، فأراد أن يستعيد مهنته مع وزير الخارجية الفرنسي ليعلّمه أصول متابعة الملفات، متهماً إياه بقصور النظر، وبأنه لا يمتلك المعلومات الكافية حول مسيرة الإنجاز التي تخطّها حكومته.
ربما لم يرَ لودريان هذه الإنجازات بسبب انقطاع التيار الكهربائي، لكن الشواهد على إنجازات الحكومة واضحة، من خطة الكهرباء إلى تدمير المؤسّسات، وازدهار السوق السوداء. إنها ليست الفضيحة الأولى بين حسان دياب والمسؤولين الدوليين والديبلوماسيين. سابقاً حرّف وحوّر مضمون اتّصالٍ هاتفي مع لودريان أيضاً، فعادت الخارجية الفرنسية وصوّبته وأوضحت مضمونه، وكذلك فعل مراراً مع السفيرة الأميركية في بيروت، وادّعائه للبطولات في مجالسه الخاصة، وبعد تسريبها يلجأ إلى النفي والاعتذار.
مسار الأمور يمكن أن يُقرأ من طبائع رئيس الحكومة. بهذه العقلية تُدار الدولة ومؤسّساتها، وهذا أوضح الأسباب للذهاب إلى الانهيار. وبحسب كل المعطيات فإن الحكومة أصبحت ساقطة بكل المعايير، محلياً وخارجياً. إقليمياً ودولياً. سقطت في السياسة كما في الاقتصاد والمال، ومعالجة الأوضاع الإدارية والقضائية وغيرها. المشكلة لا تقف عندها، والأخطر هو أن فشلها يتهدّد لبنان بكليّته، وبكيانه، وبما تبقّى لديه من امتيازات ومرتكزات.
لا يمكن الرهان على الحكومة، ولا على التركيبة التي تحميها لإخراج لبنان من المأزق، ولا لمواكبة تطورات سياسية آتية محمّلة برياحٍ عاتيةٍ كثيرة في استحقاقات مقبلة. وكل المعلومات تفيد بأن عمليات الترقيع والتدجيل في إدّعاء الانتصار والإنجاز في معالجة الأزمات، لن تنفع، وستتكشّف الفضائح الأكبر والأخطر في الأيام المقبلة، سواءً في ملف الكهرباء، أو في ملفات المحروقات، والأمور المالية والمصرفية.
لبنان يواجه الانهيار الكبير. ولا يجد مَن يواجه الجحيم الذي تقوده إليه هذه الحكومة.