Advertise here

أحداث الجنوب: قواعد اشتباك ثابتة ولا معركة مفتوحة... ضربة مقابل ضربة

28 تموز 2020 20:35:24

تتأرجح الأحداث على حافة الهاوية. ظروف متعددة تتوفر للجم الانزلاق أو الانحدار. لكن لا مؤشرات على توفير مقومات الحماية المستمرّة.

التوتر الملتبس الذي شهده الجنوب بالأمس، هو أحد فصول الرقص بين الأفاعي. أيّ خطأ في الحسابات قابلٌ لتفجير الوضع. 

حتى الآن ليس هناك ما يشير إلى استعداد أي طرفٍ للدخول في حرب، أو معركة مفتوحة. قواعد الاشتباك لا تزال ثابتة: ضربة مقابل ضربة. 
ما حدث بالأمس، على التباسه، لا يخرج عن هذا السياق. الحرب الأمنية والاستخبارية هي المفتوحة، والأيام المقبلة ستتكفل بتبيان بعض المعلومات حول حقيقة ما حصل. مرّ القطوع، لكنه قابل لأن يتكرر.

تضاربت المعطيات حول حقيقة ما حصل. الارتباك كان موجوداً لدى الطرفين: لدى الإسرائيليين، ولدى حزب الله أو بيئته. تأخر الحزب في إصدار بيانه، بينما تعدّدت الروايات ولم يتم الركون إلى رواية واحدة وثابتة.

حتماً كان هناك شيء ما ليحصل. وحتماً كان ثمة تحضير لصدّه أو إفشاله. وبغضّ النظر عن التفاصيل السردية، أو المرويّة وحقائقهما، فالمؤشّر واضح. التوتر مستمر، وهو نتاج لتصعيد سياسي قائم ومستمر. تصعيدٌ يمتد عسكرياً من إيران، إلى العراق، فسوريا، وصولاً إلى جنوب لبنان، مترافقاً مع تشديد الضغط السياسي، والاقتصادي والمالي.

يبقى الأساس لرمزية الحدث، وموقعه الجغرافي. منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، أي المنطقة المتنازع عليها، وموضوع ترسيم الحدود، وضبط القواعد، وحركة السلاح، وهي كلها لا تنفصل عن مهام قوات اليونيفيل، والسعي إلى توسيعها، مقابل رفض حزب الله. إنها منطقة الاشتباك الدائم، والذي ينتظر كل الأطراف تبلور حلّ سياسي، أو تسوية دولية بشأنها، بالإضافة إلى أنها منطقة خطوط الامتداد الاستراتيجي من سوريا إلى لبنان على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة. تريدها إسرائيل أن تكون خالية من أي نشاطٍ عسكري أو تسلّحي، فيما  هي تمثّل الخط الاستراتيجي بالنسبة إلى إيران وحزب الله، تماماً كما خطوط الإمداد العسكري، واللوجستي، والبشري بين سوريا ولبنان، إمتداداً من العراق وإيران. هذه الخطوط استهدفتها الطائرات الإسرائيلية مراراً لمنع توريد الأسلحة لحزب الله. المشهد كان مختلفاً أو قد يشير إلى تغيّرٍ ما في جوهر قواعد الاشتباك في ظل إصرار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وو زير الدفاع، على تغيير هذه القواعد لإعادة الاعتبار لقوة الجيش وقدراته. وهذا المعيار قابلٌ لتفجير توتراتٍ كثيرة.