فيما تواصل الحكومة محاولات التفافها على ارادة الناس مستغلة تجاوب البنك الدولي مع رغبتها بتمديد المهل، تؤكد المعطيات والحقائق العلمية مرة جديدة بأن منطقة مرج بسري غير صالحة لبناء السد.
وفي شرح تفصيلي لواقع الارض في مرج بسري، يشير الخبير الهيدروجيولوجي سمير زعاطيطي الى ان سطح الصخر الكارستي الجوراسيكي في أعالي الجبل يتعرض ومنذ 60 مليون سنة (صعوده فوق سطح البحر وبداية تكون لبنان) لعوامل الطبيعة اليومية من ليل ونهار وضوء وعتمة وحرارة وبرودة ورياح وأمطار وثلوج وبرق ورعد وجليد وذوبان جليد لتعطي هذا المنظر.
فالصور تتحدث عن أهم مخزن صخري للمياه الجوفية العائد للعصر الجوراسيكي (النقية العذبة الطبيعية) في لبنان بسماكة 1200 متر يتغذى بالأعالي (حيث لا سكن للإنسان يعني لا تلوث بمخلفاته) بمياه الأمطار وذوبان الثلوج.
ويشرح زعاطيطي ان هذا النوع من الصخور تختفي السيول على سطحه لأنها تتسرب وبسرعة عبر الشقوق والكسور وفراغات التذويب.
وهذا النوع من الصخور يشكل كل المرتفعات اللبنانية أي 75 % من مساحة لبنان ويختزن 3 مليار متر مكعب مياه متجددة سنويا، ومثل هذه الصخور المستثمرة في الجنوب اللبناني تزود صيدا صور النبطية وكل القرى بالحاجات المائية ومنذ العام 1985، كما يقول زعاطيطي.
وهذا التخزين الجوفي لثلاثة أرباع ثروتنا المائية يجري طبيعيا ومنذ 60 مليون سنة ومن دون تدخلنا وبدون إستملاكات وقطع شجر وشفط رمول وطحن صخور ورش زفت. فمياهه نقية غذبة صافية غير ملوثة حتى الآن.
ويكشف زعاطيطي ان الجوراسيك تحت مرج بسري مشبع بالمياه التي إرتفع منسوبها في الأبار التي إخترقت المجاري المائية الضخمة داخل صخوره، مضيفا "يحدثونك عن إحتياطي إستراتيجي وكأنه خزان مقفل فوق سطح أو تحت بناية، هو متحرك يتجدد سنويا ليذهب الى البحر والى الجليل الأسفل الفلسطيني. ويريدون رغم ذلك تنفيذ سد في مرج بسري الذي يحوي أهم إحتياطي مياه جوفية في لبنان وعلى عمق لا يتجاوز 150 مترا".
وسأل: "أليس هذا المشروع قمة في الفساد المالي العلمي البيئي يقوم به توافق بين أركان منظومة سياسية فاسدة حتى العظم وتقدم بذلك خدمة لأعداء الوطن".
وقال: "سد بسري لن يمر بهمة أبناء الأرض الأحرار مخاتير وبلديات وحراك مدني وفعاليات وأحزاب عرفت أبعاد هذه الجريمة الكبرى المراد لها أن ترتكب بتدمير مرج بسري".