Advertise here

مركز حجر صحي في الوردانية: 150 حالة وأقصى معايير الوقاية

28 تموز 2020 10:35:26

دخل لبنان المرحلة الأخطر من انتشار وباء كورونا، الأمر الذي بات يستدعي استنفاراً وطنياً لمواجهة هذا التفشي، والاستفادة من التجهيزات، ومراكز الحجر التي تمّ تحضيرها في مختلف المناطق اللبنانية لاستقبال المصابين، والتي باتت حاجةً ملحّة، لا سيّما بعد صرخة المستشفيات الخاصة والحكومية، وتراجع قدراتها الاستيعابية.
وفي مثالٍ نموذجي على مراكز الحجر المناطقية، والدور الذي يُمكن أن تقوم به، لا سيّما في هذه المرحلة، تمّ افتتاح مركز الحجر الصحي في الوردانية، والذي استقبل حتى الآن 150 حالة على مراحل، وتمّ نقل 15 منها إلى المستشفيات تباعاً، بسبب تفاقم حالتها الصحية، وتمّت مغادرة مَن تمّ التأكد من تعافيهم المركز بعد قضاء فترة الحجر المطلوبة (14 يوماً).
يأوي المركز حالياً 45 مريضاً من مختلف الأجناس والأعمار، والجزء الأكبر منهم مِن مُسعِفي الصليب الأحمر اللبناني، مِمن تمّ تشخيص إصاباتهم، ويعانون من أعراض خفيفة نسبياً كألمٍ في الرأس وسعال خفيف.

عبدالله 
عضو "اللقاء الديمقراطي"، النائب بلال عبدالله، أشار إلى أنه، "بعد أن شهدت منطقة إقليم الخروب أكثر من موجة انتشارٍ لفيروس كورونا، وفي ظلّ عدم التأكد من التزام المصابين بالحجر المنزلي الإلزامي، كان هناك توجّهاً وإصراراً من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، على أن يكون لدينا مركزاً للحجر الصحي للمصابين في منطقة إقليم الخروب"، لافتاً إلى أنه، "واجهتنا في البداية عدة صعوبات، خصوصاً في ظلّ تمنّع أصحاب المؤسّسات السياحية على الخط الساحلي عن تقديم إحدى هذه المؤسّسات لتكون مركزاً للحجر الصحي. كما أننا توجّهنا لتجهيز مركزاً للحجر في الدبّية غير مبنى البلدية، والأهالي رفضوا الأمر، إلى أن توافقنا مع بلدية الوردانية على صيغة مشتركة لتجهيز هذا المركز، وفتحه أمام المصابين من أبناء منطقة إقليم الخروب دون سواها".
وأضاف عبد اللّه أنه، "بشكلٍ استثنائي، وبما أن الناشطين في الصليب الأحمر اللبناني كانوا على أهبة الجهوزية لخدمتنا خلال فترات انتشار الوباء في أكثر من قرية في الإقليم، والتزاماً منّا بالمسؤولية تجاه هذه الجمعية، تمّ فتح أبواب المركز لاستقبال المصابين من أفراد الطاقم الإغاثي لديها من خارج منطقة إقليم الخروب بصورة استثنائية، وحصرية، لأفراد الصليب الأحمر".

نجم
بدورها، قالت مديرة المركز، الدكتورة لينا نجم، في حديثٍ لـ"الأنباء" إن "وجود هذا المركز مهم جداً في منطقة إقليم الخروب كونه يساهم في الفصل بين المصابين والمجتمع، والحد من انتقال العدوى، خصوصاً في ظلّ عدم التزام الجميع بإرشادات الوقاية المطلوبة".
ونوّهت نجم إلى أن المركز معتمدٌ من قِبل منظمة الصحة العالمية، ونقابة التمريض التي تتولّى الإشراف التمريضي فيه، كما أنه بات معتمداً بشكلٍ غير رسمي من قِبل الصليب الأحمر اللبناني". 
ولفتت إلى أن المركز عبارة عن فندق لسكن الطلاب تمّ اعتماده كمركزٍ للحجر الصحي للمصابين بالفيروس منذ حزيران الماضي، وذلك بتمويلٍ من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، وبمساهمةٍ تشغيلية من اتحاد بلديات الإقليم الشمالي، وبالتعاون والتنسيق مع بلدية الوردانية، في حين تساهم جمعية الصليب الأحمر اللبناني واليونيسيف بتأمين مستلزمات التنظيف. إن أقصى معايير الوقاية معتمدةٌ داخل المركز لناحية التعقيم المستمر، وتعقيم النفايات وعزلها لمدة 72 ساعة قبل رميها في المستوعبات التابعة للبلدية، بالإضافة إلى اعتماد نظام الـ Zones داخل المبنى، حيث تم فصل الزاوية الحمراء Red Zone عن باقي الأقسام، وهي القسم المخصّص لحجر المرضى الذين تبدو عليهم أعراض المرض أكثر من غيرهم، كما ويتمّ اعتماد كافة تدابير الوقاية القصوى لدى الدخول والخروج منها وإليها.
ويقدّم المركز الرعاية الصحية اللّازمة للمرضى، بالإضافة إلى الخدمات الفندقية الكاملة، كما يحتوي على كل وسائل الراحة للمرضى، كغسيل وتعقيم الألبسة، و3 وجبات رئيسية يومياً، وتكييف مركزي، وتلفزيون في الغرف، وخدمة الإنترنت السريع WIFI، "ناهيك عن أنشطة ترفيهية ينظّمها الصليب الأحمر من وقتٍ لآخر في باحة المركز، على أن يتابعها المرضى من على شرفات غرفهم". 
كما نوّهت نجم بأنّ، "المركز يولي اهتماماً خاصاً للدعم النفسي للمصابين أثناء تواجدهم وبعد خروجهم، خصوصاً وأن معظمهم يتعرضون لحالات تنمّرٍ مؤسفة حتى بعد تعافيهم".
وشكرت منظمة أطباء بلا حدود لمساهمتها في هذا الإطار، داعيةً  "اللبنانيين إلى التعاطف مع مصابي كورونا، والانتباه إلى خطورة التنمّر على نفسياتهم خلال الإصابة وبعدها".
أمّا السعة الإجمالية للمركز فهي 84 سريراً... وتتم إضافة أسرّة أو فُرَش في الغرف في حالات حجر العائلات، حيث سبق أن تم حجر عائلات مع أولاد بعمر شهر وما فوق"، كما أوضحت نجم.

بيرم

من جهته، نوّه رئيس بلدية الوردانية، علي بيرم، في حديثٍ لـ"الأنباء" إلى أهمية المركز الذي، "يؤمّن عيشةً كريمةً للمصابين بالفيروس، ويجنّب عزل منطقة دون سواها، كما حصل مع بلدة برجا يوم تمّ عزل 75 من أبنائها المصابين في هذا المركز في حزيران الفائت". وشكر بيرم الحزب التقدمي الإشتراكي بشخص رئيسه وليد جنبلاط، والنائب الدكتور بلال عبدالله،  على، "تلقّف المبادرة، وتأمين كافة الأعباء المادية لاستئجار المركز بصورة دائمة، بعد أن كنّا قد استأجرناه لمدة شهر واحد فقط من باب الاحتياط، وعلى نفقة بلدية الوردانية تحسباً لإصابة أحد أبناء المنطقة، ولكننا لم نستخدمه في حينه".
كما شكر بيرم صاحب المبنى لموافقته على اعتماده كمركز حجر، ورئيس اتحاد بلديات الإقليم الشمالي، زياد الحجار،  على تقديماته التشغيلية، والحاج جميل بيرم لدعمه، وكل المتعاونين لإنجاح هذا المركز.