Advertise here

الصراع الصيني - الاميركي يتفاقم.. والخليج يأمل بمضاعفة الخناق على إيران

24 تموز 2020 13:48:02

فصول التصعيد تتواصل، في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين هذه الأيام، بسبب فيروس كورونا وإتّهام واشنطن بكين بنشره في العالم وعدم إبلاغ الجهات المختصة به.

وفي أحدث حلقة من توتر العلاقات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، بروز حرب "إقفال القنصليات"، حيث أمرت الصين اليوم بإغلاق قنصلية الولايات المتحدة في مدينة شينغدو الكبيرة في جنوب غربي البلاد، وذلك بعد ثلاثة أيام على إغلاق قنصلية الصين في مدينة هيوستن إثر اتهامها بالتجسس بعد ثبوت تزوير مواطنين صينيين لتأشيرات دخولهم البلاد بالاضافة الى سرقة ملكيات فكرية وبيانات من مرافق في تكساس، بما في ذلك النظام الطبّي في جامعة تكساس ومركز السرطان بجامعة تكساس.

وبنبرة حادة تذكّر بلغة التخاطب بين الولايات المتّحدة والاتحاد السوفياتي السابق إبّان الحرب الباردة، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، "العالم الحرّ" إلى "الانتصار" على "الطغيان الجديد" الذي تمارسه، على حدّ قوله، الصين الشيوعية"، معتبراً "ان الصين اليوم دولة "استبدادية أكثر فأكثر في الداخل، وأكثر عدوانية في عدائها للحرية في كل مكان آخر".

وباللغة ذاتها جاء الردّ الصيني على إتّهامات واشنطن لها عبر الخارجية الصينية التي اعتبرت "ان "المزاعم الأميركية بالتجسس وسرقة الملكية الفكرية، مجرد "افتراء خبيث" يقف وراء إغلاق القنصلية".

ومع ان العالم الذي يتقلّب على إيقاع جائحة COVID-19 ينتظر ان تُكثّف الدول، لاسيما الكبرى منها تعاونها من أجل إنتاج لقاح للفيروس الذي حصد حتى الان أكثر من 300 الف ضحية من ضمن أكثر من 12 مليون مصاب، يأتي التوتر الاميركي-الصيني ليراكم مخاوف الشعوب من تمدد رقعة الفيروس في وقت تتراشق اكبر قوتين يعوّل عليهما لوضع حدّ له الاتّهامات وتقاذف المسؤوليات.

 فتيل كورونا الذي أعاد اشعال النيران بين الطرفين، بعدما كانت "ملتهبة" في العام الماضي بسبب التجارة، تتوقع اوساط دبلوماسية عربية عبر لـ"المركزية" "ان تتمدد نيرانه لتُصيب الدول الحليفة للطرفين، ما سيؤدي الى إنقسام العالم بين معسكرين، الاول بقيادة واشنطن والثاني بقيادة بكين".

وتلفت الى "ان الولايات المتحدة ستعمل على تعزيز علاقاتها بشركائها الاقليميين والدوليين، على رأسهم روسيا والدول الاوروبية والعربية، لاسيما الخليجية منها من اجل توسيع بيكار الدول المناهضة لأداء الصين في التعامل مع جائحة كورونا التي لم تستثنِ دولة ومطالبتها بتعويضات مالية بسبب الخسائر التي تكبّدها إقتصاد العالم نتيجة توقّف الدورة الاقتصادية".

وعلى قاعدة "مصائب قوم عند قوم فوائد"، اعتبرت الاوساط "ان دول الخليج قد تجد في هذا الصراع فرصة لمضاعفة الخناق الاميركي على الجمهورية الاسلامية كونها حليفا للصين وتربطها علاقات تجارية بها، لان تعزيز العلاقة مع الدول العربية والخليجية تُصبح أولوية اميركية من اجل مواجهة المارد الصيني وقطع الطريق امام تمدده في المنطقة، والامر نفسه بالنسبة لاوروبا التي بات موقفها من مشروع ايران في المنطقة اقرب الى اميركا".

اما روسيا، اللاعب الاكبر على الساحة الدولية، فاشارت الاوساط الى "انها ستكون اولوية طرفي الصراع "لجذبها" اليهما، مع العلم ان إقتصادها المُنهك اصلاً تضرر كثيراً من كورونا".