Advertise here

الملف النفطي بين بعبدا وعين التينة.. هل تنفجر العلاقة؟

20 تموز 2020 16:26:00 - آخر تحديث: 20 تموز 2020 16:38:07

من المتوقع أن يعود الملف النفطي إلى دائرة الضوء على وقع الكلام عن احتمالات عودة نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى بيروت لاستئناف وساطته النفطية بين لبنان واسرائيل، خصوصا في ما يتعلق بترسيم الحدود بين الطرفين، في ظل القرار الاسرائيلي الأخير الذي ينص على إنطلاق أعمال التنقيب عن الغاز في محاذاة المنطقة المتنازع عليها مع لبنان.

وإذا كانت خطوة من هذا النوع قد تشعل مجددا فتيل الصراع اللبناني -الاسرائيلي في وقت يمضي البعض في قرعه طبول الحرب الاقليمية قبيل الانتخابات الأميركية، بما قد يخدم الرئيس دونالد ترامب الذي مني في الفترة الأخيرة بخسائر كبيرة جراء كورونا والممارسات ذات الطابع العنصري، فإن الأهم يكمن في أن بعض المصادر السياسية يبدي عبر "المركزية" خوفه من إنطلاق جولة جديدة من الكباش التقليدي بين بعبدا وعين التينة بنكهة نفطية. ذلك أن فيما يجهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري لتأكيد كون العلاقة بينهما تسير على ما يرام منذ أزمة المرسومين الشهيرة، يبدو أن الكلام المتناقل بعيدا من الأضواء عن أن الرئيس عون قد يعمد إلى طرح ملف النفط والغاز على مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال، قد يقود هذه العلاقة إلى مرحلة جديدة من التفجر.

وفي السياق، تنبه المصادر إلى أن طرح هذا الموضوع على مجلس الوزراء قد يحمل بين طياته محاولة لسحب الملف من يد بري، المفاوض المحنك الذي أدار المحادثات مع الأميركيين منذ فترة، وأدى إصراره على تلازم مساري الترسيم في البر والبحر إلى تعطل المسار لا لشيء إلا لأن لبنان صاحب التجارب المرة مع العدو يخشى أن تتفلت تل أبيب من التزاماتها الدولية على عادتها. على أن الأهم يكمن في أن سحب الملف من يد بري يهدف إلى إعادته إلى ما يعتبره عون مركز القرار السياسي والسيادي للدولة، أي رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، على أن يواكب مجلس النواب هذه الورشة بإقرار القوانين اللازمة متى دعت الحاجة إلى ذلك.

وتنبه المصادر إلى أن خطوة كهذه قد تضع العهد والتيار الوطني الحر في موقع حرج إزاء حزب الله الذي كان "كلف" بري القيام بهذه المهمة التفاوضية انطلاقا من ثقته به، ما دفع إلى استبعاد أي عرقلة لهذا المسار، مذكرة بـأن هذه الخطوة النفطية، إذا حصلت في مجلس الوزراء، تأتي في وقت تتطاير الاشارات السلبية بين الضاحية وميرنا الشالوحي، وآخرها كلام رئيس التيار من الديمان عن أن "الحياد مطلوب منا ومن غيرنا"، وامتعاضه إزاء تلكؤ الحزب في مواكبة معركة مكافحة الفساد التي يقودها التيار، فإلى أين تتجه العلاقة بين الطرفين؟ سؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة...