Advertise here

إنفجارات إيران.. هل هي مؤشر لحرب سيبرانية؟

17 تموز 2020 16:11:45

في مقابل حشد الولايات المتحدة الأميركية مزيداً من "اسلحتها الضاربة" حول إيران بمعركة عنوانها "لجم نفوذ الجمهورية الاسلامية في المنطقة"، تحاول الأخيرة الاعتماد على حلفائها الدوليين وعلى رأسهم روسيا والصين للإفلات من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن عليها، في ظل "إقتراب" شركائها الاوروبيين من الموقف الاميركي تجاهها، لاسيما في مسالة الصواريخ الباليستية.

وينطلق رهان ايران على حليفتيها، روسيا والصين من حجم التبادل التجاري بينها وموقفهما من العقوبات الاميركية ضدّها، ومندوبهما في الامم المتحدة تحرّكا منذ ايام لمواجهة ضغط واشنطن لتفعيل إجراء يُعيد كل العقوبات المفروضة على إيران في مجلس الأمن الدولي اذا لم يمدد الاخير حظراً على الأسلحة من المقرر أن ينقضي أجله في تشرين الاول المقبل بموجب اتفاق طهران مع القوى العالمية لمنعها من تطوير أسلحة نووية.

وفي خطوة إستباقية لاي قرار قد يتّخذه مجلس الامن في هذا الصدد وتحسّباً للفيتو الروسي والصيني، بدأت الولايات المتحدة الاميركية ومعها شركاؤها الاوروبيون واسرائيل "حرباً استباقية" لاي اتفاق ايراني صيني روسي مُحتمل، لاسيما في مجال السلاح (تعتبر روسيا اكبر مصدّر للأسلحة الى ايران) تحت عنوان "عدم السماح لايران بان تتحوّل الى كوريا شمالية جديدة في المنطقة تتحالف مع الصين ".

ويبدو ان دخان هذه الحرب بدأ يتصاعد من مدن ايرانية عدة ولو ان السلطات الايرانية لم تُعط جواباً واضحاً ورسمياً حول حقيقة ما يجري في منشآتها النووية منذ اسبوعين وحتى اليوم.  

في الاطار، اشارت مصادر دبلوماسية غربية عبر "المركزية" الى "ان الانفجارات التي استهدفت منشآت عسكرية نووية والحرائق المُلتبسة المصدر اخرها التي إلتهمت 7 سفن في ميناء بوشهرمن دون وقوع ضحايا، تؤشر الى ان هنالك حرباً قد بدأت وهي حرب الكترونية (هجوم سيبراني) استباقية بعدما تبين ان الاجتماعات التي قيل انها انعقدت في سلطنة عُمان بين مسؤولين امنيين اميركيين وايرانيين لم تتوصل الى نتيجة عملية مع ان معلومات تحدثت عن اشارات ايجابية رافقت الاجتماعات من دون ان تكشف عنها".

واوضحت الاوساط "ان ايران باتت مسرحاً للحرب الالكترونية او ما يُعرف بالهجوم السيبراني بعد الحرب الاقتصادية التي تتّخذ من العقوبات احد ابرز اسلحتها، لتكون بذلك "المختبر" الدولي لتطبيق هذا النوع الجديد من الحروب المُختلف عن الحرب التقليدية، حيث لا جنود ودبابات وطائرات وانما عقوبات تطال بنك اهداف محددة و"كبسة زرّ" تُحدث فوضى عارمة وتُصيب الهدف المطلوب".  

وفي حين اعتبرت الاوساط الدبلوماسية ان مسار هذه الحرب لم يتّضح بعد، لاسيما وان السلطات الايرانية تقف مُربكة امامها، استبعدت توقيع اتّفاق ايراني-صيني-روسي كوسيلة للردّ على هذه الحرب عشية الانتخابات الاميركية الرئاسية المُقررة في الخريف المقبل، لان انتظار النتائج سيّد الموقف.

اما "رهان" طهران على خروج دونالد ترامب من البيت الابيض وبالتالي سقوط الجمهوريين المتشددين تجاهها مقابل صعود الديموقراطيين الاكثر ليونة، ذكّرت الاوساط الدبلوماسية بما قاله وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو منذ ايام "بان سياسة اميركا الخارجية ثابتة لا تتغير مع تغيّر الادارة".