عاد مشهد تراكم النفايات ليهدّد اللبنانيين، ويزيد من سوء الأحوال التي يعيشونها على مختلف الأصعدة. فانتشرت في اليومين الأخيرين، صور النفايات التي تملأ أحياء مختلفة من العاصمة وضواحيها. كأنّ اللبنانيين تنقصهم أيضاً أزمة النفايات لتطوّق واقعهم من كل صوب، في تكرار لمشهد الأزمة نفسها عام 2015.
"سيتي بلو" الضاحية
لكن الصور المنتشرة جاءت من ضاحية بيروت الجنوبية، حيث أكد بعض الأهالي أنّ الأزمة تتصاعد منذ يوم الجمعة الماضي.
وفي اتصال مع "المدن" أكد رئيس بلدية الغبيري، معن الخليل، أنّ "أزمة النفايات الحالية ناتجة عن إضراب شركة "سيتي بلو" المتعهدة والمسؤولة عن جمع النفايات، إلا أنّ الشركة أعلنت فكّ الإضراب قبل ساعات والأزمة في طريقها إلى الحلّ".
وكانت الشركة المذكور قد أعلنت التوقف عن العمل احتجاجاً على عدم سداد الدولة اللبنانية للمستحقات المتوجبة عليها، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار. وبينما لم تُعرف بعد تفاصيل الحلّ التي دفعت الشركة إلى التراجع عن إضرابها، تؤكد مصادر محلّية من الضاحية إنّ "عمال الشركة باشروا العمل اليوم الثلاثاء 14 تموز على جمع النفايات منذ بعض الوقت".
"رامكو" بيروت والجبل
والأزمة نفسها تعاني منها شركة "رامكو" المتعهدة بجمع النفايات في بيروت وبعض مناطق جبل لبنان، مع العلم أنّ في الشركة أزمة أخرى تتمثّل بإصابة ما يزيد عن 140 من طاقمها بفيروس كورونا. وهذا ما انعكس على عملها. وكانت "رامكو" قد توقّفت عن العمل يوم أمس في بيروت بسبب ظروف كورونا، مع العلم أنّ النفايات بدأت بالتكدّس في أحياء العاصمة بعد أقل من 24 ساعة على توقف جمعها.