Advertise here

روسيا تستعد لتبديل سفيرها في لبنان.. وتغيّر سياسي في الأفق

14 تموز 2020 21:27:04

في منتصف آب من كلّ عام، ينعقد الاجتماع الدبلوماسي السنوي لسفراء روسيا الاتحادية حول العالم. ويرأس الخلوة السياسية في موسكو الرئيس  فلاديمير بوتين، فيضع السفراء في أجواء سياسات البلاد المعتمدة خارجياً، مرفقاً إيّاها بالتوجيهات الواجب اتباعها من قبل الدبلوماسيين خلال تولّي مهمّة تمثيل بلدهم في العالم.

وعقب الاستماع إلى التقارير والملاحظات التي يرفعها السفراء خلال الاجتماع حول عملهم والسياسة العامة المنتهجة من قبل سفاراتهم، يتولّى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اطلاعهم على التعليمات المفروض اتّباعها والالتزام بها. على أن تنتهي الخلوة المذكورة بحركة تشكيلات ومناقلات، يلتحق بعدها كلّ من السفراء بمركز العمل المولج إشغاله.

وفي سياق الأجواء الدبلوماسية هذه، من المرتقب أن يصل السفير الروسي الجديد في لبنان نائب رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الروسية الكسندر روداكوف في أيلول المقبل، وفق ما كشفت "المركزية"، بعد أن يكون السفير الحالي الكسندر زاسبيكين أتم جولته على المسؤولين اللبنانيين مودّعاً.

 والسفير الجديد شغل سابقاً منصب قنصل عام في فلسطين، كما كُلّف بمهمة قائم بالأعمال في سوريا لفترة محددة سابقاً عندما تم تبديل السفير هناك، ولديه معلومات وافية عن المنطقة، بالتالي يعرف جيّداً الصورة فيها وفي لبنان.

على خطّ موازٍ، واستنادا الى التطورات في المنطقة، تعتبر مصادر سياسية مطّلعة أن هناك اتّجاهاً روسياً لتغيير السياسات الخارجية فيها، والعمل على بلورة أخرى في المرحلة اللاحقة، تماشياً مع المستجدات، والتي من الممكن أن تؤدي إلى تسوية الأزمات وفق معلومات "المركزية"، حيث أن غض الطّرف الروسي عن الغارات الجوّية الإسرائيلية المتكررة على مواقع في سوريا يوحي بأن اعتماد سياسة الصمت حيال شن ضربات اسرائيلية قوية وواسعة في دمشق يمكن أن يفسر بأن موسكو منحت غطاءً لمواصلة الهجمات بناءً على اتفاقاتها مع أميركا.

إلى ذلك، تضاف علامات الاستفهام العديدة حول طبيعة العلاقة الروسية – السورية، في ظلّ ذهاب أغلب التحليلات السياسية في اتّجاه الإقرار برغبة روسية محتملة بالتخلّص من حليفها الرئيس السوري بشّار الأسد، حيث تلفت المعلومات إلى أن روسيا باتت منزعجة من النظام السوري وبدأت تتخلى عنه وتسحب الثقة منه تدريجياً، خصوصاً بعد كل ما قيل عن اتهامات الكرملين له بالتورط في الفساد. وجاء قانون قيصر ليزيد الإرباك في العلاقة، وفق المعلومات، مع نقله العقوبات الأميركية إلى مستوى جديد، كونه سيلاحق المتعاونين مع النظام السوري مثل روسيا وإيران، ما يؤشّر إلى أن تحركات موسكو في دمشق ستكون على الأرجح مغايرة تماماً عما سبق.

من هنا، لا بدّ أن تنعكس هذه السياسة على لبنان، دائماً وفق المعلومات، رغم اعتبار مصادر ديبلوماسية مطّلعة على الملف الروسي عبر "المركزية" أن السياسة الروسية المتّبعة تجاه لبنان لا تزال على حالها راهناً، فهل من الممكن أن تتبدّل وإن في مرحلة ليست قريبة؟