ها هو حلم "سويسرا الشرق" يتلاشى بين سندان الانهيار ومطرقة الفساد. لبنان يعاني وضعاً اقتصادياً خطراً. يواجه شبح الإفلاس وسط صراع المصالح السياسية المستمر.
وحلم المعلّم كمال جنبلاط "بدولة مدنية للبنان، لا بوطنٍ قومي مسيحي، ولا وطن قومي إسلامي، بل دولة ترفع المفاهيم الضيّقة من النصوص، ومن النفوس، بجرأة حاكم صارم...." بات صعب المنال، منذ أن استبدلت الدولة نفسها بدويلات متعدّدة المشارب.
حلمٌ أُجهِضَ في عهدٍ لغته الأنانية، عنوانه الفساد، أعماله الخراب، ونتائجه الإفلاس.
عهدٌ نسف مفهوم الدولة، وجعلنا نعيش قساوة الغربة نبحث عن فتات وطن لنستعيد حياتنا. عهد إذلال وخضوع جعل منا شعباً أقصى أحلامه رغيف خبز، وعهد محاصصات لا تنضب أعاد أمجاد الشمعة وقنديل كاز.
ولعلنا لا ننسى حكومة العهد التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بإنجازات فاقت قدراتنا العقلية!!
نعم، حلمُنا بتأسيس وطنٍ صعب، ولكن ليس مستحيلاً، فنحن بحاجة إلى ثورة الذات على الذات قبل كل شيء. ثورة تعيد ترتيب أفكارنا لإنقاذ، وإعادة، ما تبقى من حلم "سويسرا الشرق". وبحاجة إلى ثورة فكرية لاستعادة الهوية الوطنية تخترق جدران الوهم والخوف، وهم السجن الطائفي، وثورة الدولة في وجه الدويلة.