منذ مئة يوم وأكثر... تشكّلت الحكومة واعدةً بالإصلاح.
حكومة تكنوقراط بوجهٍ ملائكيٍ بريء أتحفتنا بوعود ورؤية مستقبلية تنشلنا من هذه الهوة.
وعدتنا بحلولٍ جذرية تنشلنا من الأزمات المالية والاقتصادية.
وعدتنا بحلول سحرية لمكافحة الفساد والمفسدين في الدولة.
وعدتنا بإصلاحات فورية في الكهرباء، وفي تنقية الإدارات، وخفض العجز.
وبعد مئة يوم يا دولة الرئيس لبنان حسن كامل الصباح، يغرق في العتمة.
لبنان عدنان القصار، الدولار فيه يلامس العشرة آلاف ليرة.
لبنان جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، ومي زيادة، يبحث عن القرطاس والقلم ولا يجده حتى في الجامعات.
لبنان المفتي حسن خالد، والمعلّم كمال جنبلاط، والسيّد موسى الصدر، ورشيد كرامي، والرجالات الوطن، ندر وجودهم في ظلّ انعزالية العهد والدولة.
في عهدك التكنوقراطي يا دولة الرئيس،
البطالة تزيد وتزيد، والفقر يتسلّل إلى اللبنانيين عنوةً يسرق مالهم المرصوص في سجلات المصارف.
تجّار تنتظر الوعود، كما تنتظر الأحلام في توفير العملة الصعبة.
الأسواق معظمها مقفلة لعدم قدرتها على الاستمرار.
الصيادلة والمستشفيات في مهب الأيام، وجميعها إلى الإقفال القسري.
البضائع المستوردة، والوطنية منها، المتوافرة حالياً في الأسواق بات سعرها فوق الخيال .
وفي نهاية المطاف يا دولة الرئيس
نراك ترفع دعوى على الجامعة التي عملت بها لعقود. وهذا حقّك الشرعي أن تستحصل على تعويض نهاية الخدمة. لكن بما أنك في منصبٍ عام، يرى مئات اللبنانيين، وطبعاً أصحاب وذوي الدخل المحدود، بوجوب إعطائهم حقوقهم المهدورة في التعليم الرسمي، وفي الضمان الاجتماعي، وفي النقل البرّي.
يا دولة الرئيس، الناس تنتظر سلّتك الغذائية المدعومة لنفاجأ بمحتوى هذه السلّة التي هي أقرب إلى أصناف الكماليات منها للأصناف الحياتية الأساسية.
رحم الله لبنان واللبنانيين من حكومتك البائسة يا دولة الرئيس.
قال كمال جنبلاط يوماً: نريد النخبة التي تستطيع أن تقول للأجيال القادمة قمنا بواجبنا. للأسف يا دولة الرئيس فإن أقلّ واجباتك لم تقم بها.
انهض من سباتك يا دولة الرئيس، فالتاريخ لا يرحم.