مع الارتفاع المخيف في عدّاد إصابات فيروس كورونا، لا تزال الحكومة على جري عادتها، غائبة عن الوعي، فلم تعلن بعد عن أي إجراءات يمكن أن تمنع هذا التدهور في ازدياد الحالات المسجلة. وفي حين قالت مصادر وزارة الداخلية لجريدة "الأنباء" أن لا شيء تقرّر بعد لناحية إعادة فرض أي إجراء أو تدبير وقائي بانتظار اجتماع اللجنة الرسمية لمكافحة وباء كورونا الإثنين، دقّ وزير الصحة، حمد حسن، ناقوس الخطر بإعلانه عن تدابير احترازية مشدّدة، كعزل بعض المناطق، وإلزام الجميع بوضع الكمّامات، والتباعد الاجتماعي، والعودة الى تسطير محاضر الضبط بحق المخالفين.
مصادر وزارة الصحة أعلنت لـ "الأنباء" أن الأسبوع المقبل سيشهد تدابير أكثر تشدداً من المرحلة الماضية، وأن الوزارة تقوم بدراسة الوضع من كافة جوانبه. ومن أهم الخطوات التي قد يتم إتخاذها العودة إلى التدابير التي اعتُمدت مع بداية أزمة كورونا لأنها أفضل الحلول، مع الإبقاء على فتح البلد، ومن دون اللجوء إلى إقفال المؤسّسات العامة والخاصة، والمطار.
الحكومة المستنكفة عن تأدية واجبها، والتي أكّد رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب تيمور جنبلاط، أنها "فشلت في القيام بكل ما يجب فعله لمنع الانهيار"، فإن رئيسها حسان دياب وصف الكلام عن استقالتها بـ Fake News، وقد سألت مصادر سياسية إذا كان دياب قصد أن يوجّه هذه الرسالة إلى الرئيس سعد الحريري من دار الفتوى تحديداً، وماذا سيكون ردّ "المستقبل" على تلك الزيارة والتصريحات التي أعقبتها، وبالأخص بعد ادّعاء دياب أن، "لا أحد يسيطر على لبنان" بوجوده على رأس الحكومة.
لكن مصادر تيار "المستقبل" ردّت عبر "الأنباء" على كلام دياب، فقالت: "لكل مقامٍ مقال، ولكل زمن دولةٌ ورجال. فالدولة اليوم إما غائبة أو مغيّبة، أو مُصادر قرارها. فعندما يتحوّل رئيس حكومة إلى مجرد معقّب معاملات لدى رئيس حكومة الظل، فماذا يمكن أن تطلب منه؟ وهو أراد من كلامه إيهام الناس أنه يقوم بالشيء العظيم فيما الوضع هو عكس ذلك تماماً، والناس لديها ما يكفي من الوعي والقدرة على تحليل الأمور أكثر بكثير مما يعتقده دياب، ويحاول تسويقه لدى الرأي العام".
مصادر "المستقبل" نصحت رئيس الحكومة، "الإقلاع عن إعلان المواقف التي لا تغني ولا تسمن، والتفرغ الى العمل علّه يستطيع بذلك بما تبقى له من وقت أن يفعل شيئاً لحل الأزمة"، وأضافت "إذا كان يعتقد أن زيارة السفيرة الأميركية إلى السراي قد تحل الأزمة، فنبشّره بأن أزمة لبنان تتوقف على تنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها حكومته، وكل كلامٍ غير ذلك لا معنى له".
ومع انسداد كل الآفاق لانفراجٍ مالي ما يخفّف عبء الأزمة، حيث تمنى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، على علاء الدين أن يُخرج البلاد من العتمة بفانوس الإصلاح، كشفت مصادر مقرّبة من قصر بعبدا لـ "الأنباء" أن محاولةً للحصول على مساعدات يتولّاها المدير العام للأمن العام اللواء، عباس ابراهيم، مع الكويت التي يصلها موفداً من الرئيس ميشال عون، وتتعلق بطلب مساعدة مالية عاجلة للبنان، لأن الوضع أصبح خطيراً جداً. وتوقعت المصادر من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التجاوب مع الطلب اللبناني بتقديم المساعدة، وكذلك قد تفعل دولة قطر. لكن هذه المصادر لم تحدّد ما إذا كانت هذه المساعدات عينية أم مالية يجري صرفها على مشاريع محددة، كما جرت العادة مع صندوق التنمية الكويتي.
مالياً، فسّرت مصادر اقتصادية هبوط سعر صرف الدولار في السوق السوداء بمسألة العرض والطلب، اذ يبدو أن الطلب على الدولار بدأ يتراجع في الفترة الأخيرة. وهذا التراجع قد يستمر في الأسبوع المقبل مع توقّع مفاجآت قد تعيده للارتفاع من جديد.
وأعربت المصادر عن اعتقادها أن سياسة خفض الدولار تهدف إلى دفع الناس إلى بيع مدّخراتهم من الدولار خوفاً من خسارة قيمتها، ليعاد طرحها مجدداً في السوق السوداء بسعرٍ أعلى مما كانت عليه. ورأت أن الأسبوع المقبل قد يشهد المزيد من الكر والفر في تقلبات سعر الصرف.