Advertise here

أسرار مصر القديمة.. ملوك وثقافات وكنوز ثمينة‎

08 تموز 2020 22:48:21 - آخر تحديث: 08 تموز 2020 22:48:22

قبل ثلاثة آلاف عام، واجهت الحقبة الرمسيسية وتحديدًا عهد الملك رمسيس الحادي عشر مرحلة سيئة، فانهارت مسجلةً نهاية أعظم حقبة في تاريخ مصر القديمة.

في أعقاب ذلك، تمّ تقسيم مصر وبرزت مملكة كوش، المعروفة اليوم بـ"النوبة"، في جنوب مصر وشمال السودان، لكنّ مصر سيطرت على كوش لأكثر من 500 عام، وعند انهيار القوة المركزية في مصر، وجدت كوش أنّ الفرصة أمامها.

في العام 744 قبل الميلاد، حضّر الملك الكوشي النوبي "بيا" King Piye رجاله لغزو وادي النيل، ومحاصرة الملك نيملوت في هيرموبوليس. وقد حظيت خيول نيملوت باهتمام بيا، الذي استولى عليها. وبعد النصر، لم يبقَ بيا حاكمًا، وعاد إلى عاصمته نبتة في كوش، حيث ساهمت ثروته وقوته التي اكتسبها إلى تحويل المدينة إلى مركز كبير للتجارة والثقافة والمجوهرات والفن وشيّد معبد آمون رع في جبل البركل.

وقد أثّر انتصار بيا على العلاقة التاريخية بين مصر والنوبة، المعتمجة بشكل رئيسي على التجارة، فقد كانت مصر غنية بالأراضي الزراعية، فيما كانت تمتلك النوبة مناجم ذهب، والجدير ذكره أنّ الذهب لم يكن مجرد سلعة ثمينة، بل يرمز إلى لون الشمس الذي لا يقاوم والذي لا يتأثر بالزمن كما أنّه رمز الخلود".

بعد وفاة "بيا"، استلم ابنه طهارقة الحكم، وأصبح فرعونًا. أمّا في العام 676 قبل الميلاد، فقد غزا الأشوريون مصر من الشمال الشرقي، ما دفع طهارقة إلى التراجع إلى نبتة، حيث قضى سنواته المتبقية في إقامة المعابد والأضرحة والتماثيل. وبعد فترة وتحديدًا عام 590، ترك الكوشيون عاصمتهم نبتة ونقلوها إلى مدينة مروي، المعروفة بالذهب والعاج.

وبعد مرور كلّ هذه الأعوام، تبقى منطقة النوبة مليئة بالأسرار والثقافات والآثار التي تنتظر استكشافها بعد مرور ملوك عليها وتشييدهم الكثير من التماثيل. وفي هذا الصدد، يعطي علماء الآثار أهمية لثقافة النوبة والكوشيين، ومن أبرز الإكتشافات كانت تلك التي سجلها عالم الآثار السويسري تشارلز بونيه في العام 2003، إثر اكتشافه سبعة تماثيل منحوتة بدقة ومصنوعة من الغرانيت الأسود، حيث يبلغ طول كل منها أكثر من مترين. وتبيّن أنّ أحد التماثيل تصوّر طهارقة، فيما يعود تمثال آخر لخليفته.

واكتشف عالم آثار آخر وجود قبر حصان، وخلص إلى أنّ الملك بيا لم يكن الكوشي الأول الذي يكرّم ويهتم بأحصنته.
إشارةً إلى أنّ علماء آثار يستفيدون من الإكتشافات السابقة ويبنون عليها مستفيدين من منح، ويجرون الكثير من الحفريات في السودان، وفي الوقت نفسه تتكشّف قصص جديدة عن النوبة ومصر القديمة.