رأت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية أنّه بعد أسبوعين من تشكيل الحكومة التي طال انتظارها في لبنان، بدأ التنافس الإقليمي على لبنان.
وأشارت الصحيفة الى أنّ المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا وصل الى لبنان للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين، بعد ساعات من مغادرة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بيروت، وأضافت أنّه على الرغم من أنّ المملكة العربية السعودية هي الداعم التقليدي للبنان، فإنّ إيران تمارس نفوذاً كبيراً من خلال حليفها حزب الله، الذي يتمتع بمكانة قوية في الحكومة الجديدة.
ونقلت الصحيفة ما قالته وسائل إعلام لبنانية عن أنّ العلولا سيكشف خلال زيارته عن حزمة مساعدات مالية كبيرة للبنان، والتي ستكون "مرتبطة بطريقة ما بمؤتمر سيدر"، علمًا أنّ السعودية كانت أعلنت خلال انعقاد "سيدر" عن تجديد قرض بقيمة مليار دولار كانت قدمته للبنان.
وبرأي الصحيفة، إذا تحققت هذه "المفاجأة" المالية، فإنّها ستشير إلى تغيير في السياسة السعودية تجاه لبنان، وذكّرت "ذا ناشيونال" أنّه بسبب تأثير "حزب الله" المتزايد على السياسة اللبنانية، ألغت السعودية هبة بقيمة 4 مليارات دولار منذ سنوات.
وأوضحت الصحيفة أنّ أي مساعدة مرتبطة بمؤتمر "سيدر" ستكون مشروطة أيضًا بالإصلاح الإقتصادي في لبنان واحترام سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، التي تشمل الحرب السورية.
من جانبه، علّق سامي نادر، مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية بالقول: "ليس من المستغرب أن تتعهد السعودية بالمزيد من المال الآن لأن المساعدات مشروطة".
وأشار إلى أنّ هناك قضايا أخرى مهمّة بالنسبة لإيران، فزيارة ظريف إلى لبنان كانت بمثابة محاولة لمواجهة العزلة قبل أيام قليلة من إنعقاد مؤتمر وارسو (13 – 14 شباط).
أمّا المحلّل سمير حسن، والمقرّب من "حزب الله" وفقًا للصحيفة فقال: "من الواضح أن هذه الزيارات تتم في سياق العمل من أجل النفوذ في لبنان الذي يعتبر نقطة عبور نحو لعب دور في إعادة الإعمار في سوريا".
(ترجمة: جاد شاهين)
