Advertise here

حراك عربي لمنع وقوع لبنان فريسة للجوع... ومساعي للقاء وطني في بكركي

07 تموز 2020 10:43:23

يستكمل السفير السعودي وليد البخاري جولته ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. ليس البخاري وحده من يتحرك عربياً وخليجياً على الساحة اللبنانية ومع مختلف الأفرقاء، التحرك المصري مشهود وكذلك الكويتي الإماراتي. يأتي هذا التحرك العربي في ظل أعقد أزمة يواجهها لبنان في تاريخه، وصلت به إلى مشارف الإنهيار.

في حالات الخطر كان يجد لبنان دول الخليج إلى جانبه دوماً. اليوم تجري عملية مراقبة واستطلاع حثيثة لما يجري على الساحة، إلى جانب تقدير الأضرار وتقييم المخاطر لعدم السماح بوقوع لبنان فريسة للجوع والذي ستنتج عنه ظروف خطرة على مختلف المستويات.

يحلّ البخاري ضيفاً على بكركي للقاء البطريرك بشارة الراعي، وذلك للإشارة إلى العلاقة التاريخية بين السعودية والصرح البطريركي وعموم المسيحيين، وتلك علاقة تاريخية تجسدها الأخوية اللبنانية الخليجية. الزيارة إلى بكركي لها أبعادها وإشاراتها وحتماً سيكون هناك لقاء أيضاً بين البخاري والمطران الياس عودة، ولا يمكن فصل هذين اللقاءين عن الموقفين المتقدمين اللذين أطلقهما كل من البطريرك والمطران، لا سيما أن جوهر الموقفين وصل إلى حدّ المطالبة بتحييد لبنان على صراعات المنطقة، أي تخطى مبدأ النأي بالنفس ليصل إلى مرحلة الحياد وهذا يمثل تطوراً لافتاً في المواقف.
 

المشكلة في أن المواقف تبقى غير قابلة للتظهير بشكل منظم وعملاني، لكنّ مصادر متابعة تشير إلى أن شخصيات وأحزاباً وقوى مسيحية متعددة ومتنوعة تسعى لعقد لقاء وطني جامع في بكركي أيضاً يهدف إلى وضع النقاط على الحروف ومنع انجراف لبنان إلى عمق سياسات المحاور الإقليمية وصراعاتها. 

صحيح أن الأزمة اللبنانية سياسية وناجمة عن تداعيات صراع سياسي وإستراتيجي في المنطقة، لكنها وصلت إلى حدود تهديد لقمة عيش الناس، وهذا ما لا يمكن إبقاؤه أسيراً للحسابات السياسية. هنا لا بد من البحث عن مراكمة نتائج هذه التحركات لوضعها في اطار عملاني ذات نتائج سريعة، إنطلاقاً من التنسيق وصولاً إلى توحيد الجهود في سبيل مواجهة المجاعة، خاصة أن الحكومة عاجزة عن تحقيق خطوة واحدة على هذا الطريق، لا سيما بعد آخر جلسة عقدت مع وفد صندوق النقد الدولي، والتي تم توجيه فيها انتقادات لاذعة للحكومة ولآلية عملها إلى حدّ وصف ما تقوم به وكأنه عملية ممنهجة لتدمير لبنان نهائياً وتصفية مؤسساته.